البعوضة.. نقطة ضعف فيروس زيكا

4 ملايين مصاب تتوقعهم الصحة العالمية بنهاية العام
4 ملايين مصاب تتوقعهم الصحة العالمية بنهاية العام

الاثنين - 15 فبراير 2016

Mon - 15 Feb 2016

u062du0645u0644u0629 u0644u0644u062au0639u0631u064au0641 u0628u0632u064au0643u0627 u0641u064a u0623u0645u0631u064au0643u0627 u0627u0644u0644u0627u062au064au0646u064au0629                                           (u0623 u0628)
حملة للتعريف بزيكا في أمريكا اللاتينية (أ ب)
فيروس زيكا ليس مشكلة البرازيل أو أمريكا اللاتينية فحسب، إنما هو مشكلة تعم الكرة الأرضية بحسب ما أعلنت منظمة الصحة العالمية.

وتحدث السويسري أخصائي علم الأوبئة، المدير السابق بمعهد الأمراض الاستوائية والصحة العمومية في بازل، مارسل تانر عن زيكا واحتياطات بلاده عبر موقع swiss info.

تهديد عالمي

يقول مارسل: في الماضي كان الحديث حول خطر تفشي الإيبولا وشلل الأطفال وإنفلونزا الخنازير، واليوم يدور الحديث حول تهديد عالمي جديد يسمى فيروس زيكا، وتكمن خطورته حسبما أعلنت منظمة الصحة العالمية مطلع فبراير الحالي عن وجود شكوك كبيرة وإن لم تؤكد علميا تشير لعلاقة الفيروس بالتشوهات الخلقية لدى المواليد الجدد.

مشاركة سويسرية

وحول إثارة فيروس زيكا حالة طوارئ صحية عالمية قال تانر: هذا يقتضي التنبه والمراقبة على الصعيد الوطني ودراسة إمكانية مشاركة سويسرا في الجهود الدولية لاحتواء انتشار المرض، ومن المهم أن يكون واضحا لدينا بأن المشكلة لا تخص البرازيل لوحدها، ولا بد من إعطاء الإرشادات للمسافرين بالشكل الصحيح، وإعلامهم بأنه

لا يوجد في الحاضر أي لقاح ولا علاج للمرض، وأن الفيروس ينتقل عن طريق البعوض وبالتالي، فإن الوسيلة الوقائية الوحيدة هي باستخدام الناموسيات والمواد طاردة الحشرات، وعلى المستشفيات السويسرية التي تأتيها حالات حمى عند أشخاص قدموا من أمريكا اللاتينية بشكل خاص أن تضع في حسبانها احتمالية وجود إصابات بفيروس زيكا، ولكن من دون توتير الوضع وإثارة حالة من الهستيريا على أن 80٪ من الحالات تكون العدوى بالفيروس من دون أعراض.

براءة النمر الآسيوي

وأردف: يضطلع المعهد السويسري للأمراض الاستوائية والصحة العمومية بمهمة رصد أسراب بعوض النمر الآسيوي في سويسرا، وفي حال انتشارها أو حدوث ما يثير الريبة يتم فورا إخطار السلطات الصحية، عندئذ يتخذ المكتب الفدرالي للصحة العمومية الإجراءات اللازمة لمكافحة البعوض، كأن يقضي على سبيل المثال على الأماكن الملائمة لتواجد هذا النوع من الحشرات، وبذلك نكون قد أسهمنا بجهود المكافحة العالمية.

ومن خلال فحصنا لعينات من بعوض النمر الآسيوي لم نعثر على فيروس زيكا، لكن لو حصل وأن لدغت بعوضة من هذا النوع شخصا مصابا قادما من البرازيل على سبيل المثال فمن الممكن نظريا نقل الفيروس إلى أشخاص آخرين، وفي رأيي أن هذا السيناريو غير محتمل، لا سيما في فصل الشتاء.

قلق دولي

وواصل مارسل تانر حديثه قائلا: الأمر الذي أثار قلق المجتمع الدولي، هو الاعتلال المشترك، أي وجود سلسلة من الأمراض في فرد واحد، وظهور تشوهات خلقية على مواليد النساء المصابات، وهو أمر لم يحصل قبل ذلك بهذا الشكل، فيما تم تشخيص 4000 حالة، على أن علاقة التشوهات الجنينية بفيروس زيكا مسألة غير مؤكدة 100%، إذ من المحتمل أن تكون راجعة إلى عوامل أخرى كالطبيعة الجينية مثلا، وبناء عليه، من المتعين حاليا عمل دراسات مستهدفة لاستيضاح العلاقة السببية المحتملة، وهو ما قد يستغرق بضعة أشهر.

طفرات فيروسية

وتابع: نعلم بأن من أنواع الفيروسات ما هو خبيث جدا، وهناك أيضا فيروسات تاجية قد يكون بعضها غير مؤذ، وبعضها قد يسبب أمراضا خطيرة مثل المتلازمة التنفسية الحادة المعروفة بـ»سارس»، كما أن ظهور الأمراض الخطيرة قد يكون مرتبطا بحدوث طفرات في الفيروس، وأيضا بالخصائص الجينية للمضيف، وبحالة الشخص المصاب، وعلى نوع التغذية.

مسؤولية الناقل

وعن اعتقاد بعض خبراء الصحة العامة بأن وباء زيكا أكثر خطورة من إيبولا، كون عدواته صامتة قال تانر: في حالة إيبولا تكون جميع السوائل في جسم المصاب معدية، ورأينا في غرب أفريقيا قدرة الفيروس الكبيرة على الانتشار إذا لم تتخذ الإجراءات اللازمة، بينما في حالة زيكا فليس بمقدور الشخص المصاب أن يعدي غيره، إلا أن يكون ذلك بواسطة الناقل وهي البعوضة، التي تمثل نقطة ضعفه، ومنها نعرف كيف نحاربه.

طريقة محاربته

وتابع: نحاربه من خلال التركيز على مكافحة البعوضة، وهو ما فعلته البرازيل بنجاح ضد وباء الضنك، ولذلك نحتاج لنفس الجهود لمكافحة زيكا، وإلى حشد 220 ألف جندي كما فعلت الحكومة البرازيلية، كما نحتاج إلى نظام مراقبة جيد، ولا يكتفى بمجرد الرصد، وإذا ما حصل التعرف على حالة إصابة، فمن الضروري التوجه إلى المكان المحتمل للعدوى والعمل على مكافحة البعوض، واليقظة الدائمة والتنبه لأي مكان في العالم يمكن أن يتواجد أو يعيش فيه البعوض.

تهديد دولي

وأردف: على الرغم من الانتصار على الأوبئة، إلا أنه ينبغي عدم التغافل عن وبائي السارس والميرس (أو متلازمة الجهاز التنفسي الشرق أوسطية)، كما ينبغي عدم إغفال نحو 1300 مرض معد اكتشفت حتى اليوم، ومنها 800 وباء ذا علاقة بالحيوانات، وهذا يعني تطوير برامج وطنية للصحة العامة ورصد مستمر للوضع وحسن توجيه الرأي العام والتعاون وتبادل المعلومات بين الطب البشري والطب البيطري، وفي اعتقادي أنه ينبغي بشكل عام توجيه الباحثين نحو الاهتمام بالأمراض النادرة والناشئة وتلك التي تعاود الظهور، ولا شك بأن أمراض التشوه الخلقي في البرازيل فظيعة، لكنها قد لا تكون بتلك الأهمية حين ننظر إليها في إطار المشكلات الصحية الأخرى، وعلى سبيل المثال، الملاريا والسل وفيروس نقص المناعة البشرية وغيرها تسبب آلاما أكبر وأعداد وفيات أكثر.

التشوهات الجنينية

تزامن ظهور فيروس زيكا، في البرازيل مع زيادة عدد المواليد المصابين بتشوهات خلقية، فمن أكتوبر 2015 وحتى اليوم، سجلت نحو 4200 حالة لمواليد مصابين بصغر الجمجمة أو حجم الرأس، مقابل 147 حالة تم تشخيصها في 2014.

وترى منظمة الصحة العالمية وجود احتمال قوي على الصلة المباشرة بين الفيروس والتشوهات عند الأطفال حديثي الولادة، ولكنها لم تقدم الدليل العلمي على ذلك.

وأشار خبير تشوهات الأجنة الخلقية لدى مقر المنظمة في جنيف أنتوني كوستيلو إلى وجود فارق بين فيروس نقص المناعة المكتسبة أو فيروس إيبولا وبين فيروس زيكا، ذلك أن الأخير «لا يهدد الحياة»، لكنه ذو آثار مدمرة للأسر التي فيها أطفال يعانون من تشوهات خلقية.

زيكا بالأرقام

  • تم التعرف على وباء زيكا للمرة الأولى في 1947 بإحدى الغابات الأوغندية.

  • تسبب به جنس من البعوض تسمى الزاعجة، وهي نفسها الناقلة لفيروس حمى الضنك وحمى تشيكونجونيا.

  • في العادة تظهر على المصابين أعراض خفيفة مشابهة لتلك التي تصاحب الإصابة بالإنفلونزا العادية.

  • ليس للمرض حتى الآن لقاح ولا علاج محدد.

  • كان أول ظهور للمرض مجددا في جزيرة ياب في ميكرونيزيا في 2007.

  • ظهر في بولينيزيا الفرنسية 2013.

  • عاود الظهور من جديد في مايو 2015 شمال شرق البرازيل.

  • سجلت 28 دولة وإقليما حالات إصابة بالمرض.

  • ما بين نصف مليون ومليون ونصف المليون مصاب حتى الآن وفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية.

  • من المتوقع أن يصل العدد إلى 3 أو 4 ملايين شخص بحلول نهاية العام الحالي.

  • في 2 فبراير 2016 شكلت منظمة الصحة العالمية فريق عمل دوليا مشتركا، لتنسيق إجراءات مكافحة تفشي وباء فيروس زيكا.

الأكثر قراءة