كيري: روسيا تتحدى إرادة المجتمع الدولي بدعمها العسكري للأسد

السبت - 13 فبراير 2016

Sat - 13 Feb 2016

انتقد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري روسيا بشدة على تحركاتها في أوكرانيا وسوريا، متهما موسكو بالعدوان المتكرر في كلا المكانين وفي حديثه أمام مؤتمر الأمن في ميونخ أمس، قال كيري إن روسيا تتحدى إرادة المجتمع الدولي بدعمها للانفصاليين في شرق أوكرانيا والتدخل العسكري في سوريا نيابة عن بشار الأسد.

وجاءت تصريحات كيري بعد أن قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف في نفس المؤتمر إن الغرب يؤجج الحرب الباردة بواسطة العقوبات المفروضة على روسيا بشأن أوكرانيا وكذلك التحركات الجديدة لحلف شمال الأطلسي. وأشاد كيري بالدول الأوروبية لتمسكها بالعقوبات الخاصة بالمسألة الأوكرانية، وحث موسكو على التصرف بحسن نية في إقامة هدنة بسوريا والسماح بانتقال سياسي. وكرر كيري القول بأنه لم يتم توجيه الضربات الجوية الروسية في سوريا إلى الإرهابيين بل إلى جماعات المعارضة المعتدلة التي تدعمها الولايات المتحدة وشركاؤها الأوروبيون والعرب. وقال إنه سيكون على روسيا تغيير الأساليب إذا كان اتفاق الجمعة الماضي بشأن هدنة موقتة في سوريا سيصبح في الواقع نافذ المفعول في غضون أسبوع.

وتابع كيري «حتى الآن، فإن الغالبية العظمى، في رأينا، من هجمات روسيا كانت ضد جماعات المعارضة المشروعة، وللتمسك بالاتفاق الذي أبرمته، نعتقد أنه من الأهمية بمكان أن تتغير عملية الاستهداف الروسية فإذا كان يتم قصف الناس الذين يريدون أن يكونوا جزءا من المحادثة، فلن يكون لدينا عملية بشكل كبير».

وأضاف أن السبيل الوحيد لإنهاء الصراع السوري وهزيمة داعش في نهاية المطاف هو التحول السياسي الذي يزيل الأسد من السلطة. وتابع قائلا «يرى البعض أن سبب رفض وصول المساعدات الإنسانية وتواصل القصف العشوائي لأن الأسد وحلفاءه، بما في ذلك روسيا، قد يعتقدون أنه من خلال تحديهم لإرادة المجتمع الدولي، فإنه يمكنهم كسب الحرب. إذا كان هذا هو ما تعتقده روسيا والأسد فأعتقد أنه فاتتهما دروس السنوات الخمس الماضية».

وأوضح كيري أن المعارضة «ربما تدفع للعودة إلى هنا، ولكنها لن تستسلم».

وقف قصف المدنيين

طالب رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس روسيا بأخذ مسألة وقف إطلاق النار في سوريا التي يجري التخطيط لها مأخذ الجد. وقال موجها كلامه لرئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف «من أجل الوصول إلى السلام، يجب وقف الغارات الروسية على المدنيين السوريين». ووصف فالس الاتفاق الخاص بمجموعة الدول الداعمة لسوريا والتي تضم إلى جانب الولايات المتحدة وروسيا قوى إقليمية مثل إيران والسعودية، بأنه مجرد خطوة أولى. وتابع «يجب علينا أن نرى كيف يمكن تنفيذ ذلك الدعم». وقال «من المؤكد أن هجمات واسعة أخرى ستحدث في أوروبا، معتبرا أن العالم دخل عصر نشاط إرهابي مفرط، علينا أن نعي ذلك تماما وأن نتحرك بقوة كبيرة».

حرب باردة جديدة

قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف إن العلاقات الروسية الغربية دخلت في حرب باردة جديدة. وأضاف مدفيديف في مؤتمر ميونخ «يمكن قول الأمور بشكل أوضح: انزلقنا إلى مرحلة حرب باردة جديدة». وأضاف أن «ما تبقى هو سياسة غير ودية ومغلقة برأينا، لحلف شمال الأطلسي حيال روسيا».

وقال إن «السياسيين الأوروبيين اعتقدوا أن إقامة حزام مزعوم من الأصدقاء على حدود الاتحاد الأوروبي سيشكل ضمانة أمنية. ما هي النتيجة؟ ليس هناك حزام من الأصدقاء بل حزام إقصاء».

وتابع مدفيديف أن «بناء الثقة صعب لكن علينا أن نبدأ. مواقفنا مختلفة لكنها ليست بدرجة الاختلاف التي كانت عليها قبل 40 عاما عندما كان هناك جدار في أوروبا».