هل يؤثر تمويل الحملات الأمريكية على المرشحين؟

الاحد - 14 فبراير 2016

Sun - 14 Feb 2016

ثمة هوة تفصل بين الديمقراطي بيرني ساندرز، «الاشتراكي» المعلن، والجمهوري دونالد ترامب، قطب العقارات الليبرالي إلى أقصى الحدود، غير أن كليهما تمكن من إعطاء زخم لحملة السباق إلى البيت الأبيض بفوزه في الانتخابات التمهيدية في ولاية نيوهامشير.

يبقى أن هناك قاسما مشتركا بينهما، وهو أن حملتيهما تزدهران دون دعم لجان العمل السياسي «سوبرباك» التي تدعم خصومهما بملايين الدولارات من الأموال الخاصة، مما يعزز صورتهم كمرشحين راضخين لمموليهم الأثرياء.

ولم يفت كل من ساندرز وترامب أن يجعلا من هذه النقطة حجة لا تقبل النقض في حملتيهما الانتخابيتين، إذ أعلن السناتور ساندرز «أنه نظام يقوض الديمقراطية الأمريكية، حيث يتمكن أصحاب مليارات وول ستريت وأوساط الأعمال من صرف مبالغ مالية غير محدودة، من أجل مرشحين» في حين جمع ساندرز تمويله البالغ 75 مليون دولار من مساهمات ناخبين يقارب متوسطها 27 دولارا على حد قوله.

أما منافسته لنيل الترشيح الديمقراطي هيلاري كلينتون، فهي أيضا جمعت أموالا طائلة من ممولين أفراد ضمن السقف القانوني المسموح به وقدره 2700 دولار للشخص، لكن عليها أن تواجه اتهامات بالتواطؤ مع وول ستريت.

ومع احتدام المنافسة، تستهدف الانتقادات الموجهة إلى كلينتون لجنة العمل السياسي الداعمة لها ولو أنه من المفترض مبدئيا ألا يكون للمرشحة تأثير مباشر عليها، وقد تمكنت من جمع نحو 41 مليون دولار، أكثر من نصفها مصدره القطاع المالي، ومن بين المساهمين فيها المستثمر الثري جورج سوروس الذي قدم وحده سبعة ملايين دولار، بحسب بيانات مركز «سنتر فور ريسبونسيف بوليتيكس».

نظام فاسد

ومن الجانب الجمهوري، يعلن دونالد ترامب كذلك أنه يرفض أن يسيطر عليه مانحون يتهمهم بنشر الفساد في النظام السياسي. وهو يمكنه اتخاذ مثل هذا القرار في ظل ثروته الشخصية المقدرة بـ4,5 مليارات دولار.

أما خصومه الجمهوريون، فيعولون على لجان سوبرباك التي ظهرت عام 2010 والتي لا تلتزم بأي سقف لتمويلها، وهم يستفيدون من الإلغاء التدريجي للقيود المفروضة على التمويل السياسي من الشركات.

وتمكنت لجنة «رايت تو رايز» (الحق في النهوض) الداعمة للجمهوري جيب بوش من جمع 118 مليون دولار لتمويل حملات إعلانية وبريدية، من دون أن تتمكن من تعزيز موقع بوش المتأخر في استطلاعات الرأي.

وقال المسؤول السابق في اللجنة الانتخابية الفيدرالية لورانس نوبل إن المال لا يمكن أن يعوض عن ثغرات مرشح سيئ، لكنه يسمح بإبقائه في السباق في وقت كان يفترض أن يخرج منه.

ونتيجة الانتخابات نفسها يمكن أن تكون على المحك. وقال المستشار السابق للرئيس باراك أوباما في المسائل الأخلاقية نورمان ايسن «حين تكون المنافسة شديدة ويكون لكل صوت وزنه، فإن لجان سوبرباك يمكن أن تحدث فرقا».

شبهات معممة

وفي ما عدا استثناءات نادرة، لا تساهم الشركات بصورة مباشرة في هذه اللجان. وأوضح بوب بيرساك من مركز سنتر فور ريسبونسيف بوليتيكس أنها لا تريد أن تظهر على أنها مقربة جدا من حزب معين خشية إثارة استياء زبائنها وعملائها.

والواقع أن قادة الشركات أو المقربين منهم هم الذين يقدمون الأموال. وهكذا قدم رئيس مجموعة «اوراكل» للمعلوماتية لورانس ايليسون 3 ملايين دولار للجنة تدعم المرشح الجمهوري ماركو روبيو في حين قدم قطبا النفط في تكساس الشقيقان ويلكس 15 مليون دولار للمرشح الجمهوري تيد كروز.

وبعض الممولين تحركهم دوافع محض أيديولوجية، في حين يقدم بعض آخر الأموال على أمل كسب مكانة خاصة لدى الرئيس المقبل للولايات المتحدة.

وقال بيرساك إن «المرشح على اطلاع كامل بهوية كبار مموليه، وغالبا ما يقضي وقتا معهم، وهذا يقود إلى قيام علاقة مميزة». غير أن هذا التقارب له كلفة سياسية. وذكر نوبل أن المرشح يقوض مصداقيته حين يقبل هذه المبالغ المالية الطائلة من قادة (أعمال)، وأن قراراته، وحتى التي يستند فيها إلى الأسس الأكثر متانة، سينظر إليها على الدوام بتشكيك».

وهذا ما ينعكس على ما يبدو على هيلاري كلينتون. وقالت مدافعة عن نفسها بشأن العلاقات التي تنسب لها مع مصرفيي وول ستريت «اذكروا أمرا واحدا كان لهم تأثير علي فيه. إنني أهاجمهم يوميا». غير أن الشبهات المعممة يصعب تبديدها وهي تتغذى من نقاط الغموض في آلية التمويل.

ومن نقاط الغموض هذه الإمكانية المتاحة للشركات لتمويل منظمات غير ربحية مثل غرفة التجارة الأمريكية وجمعية «أميريكانز فور بروسبيريتي» وسواهما، بصورة مباشرة وفي غياب أي شفافية، وبعدها تقوم هذه المنظمات بضخ ملايين الدولارات في النظام السياسي. وأضاف ايسن «أن لجان سوبرباك أمر سيئ، لكن هذه المنظمات أسوأ». ومن هذه المنظمات «كروسرودز جي بي اس» التي يقدر حجم المبالغ التي قدمتها في انتخابات 2012 بنحو 72 مليون دولار من غير أن تكشف هوية مساهميها.

«المرشح على اطلاع كامل بهوية كبار مموليه، وغالبا ما يقضي وقتا معهم، وهذا يقود إلى قيام علاقة مميزة، غير أن هذا التقارب له كلفة سياسية».

بوب بيرساك - من مركز سنتر فور - ريسبونسيف بوليتيكس

تمويلات المرشحين

دونالد ترامب


ثروته الشخصية تقدر بـ4.5 مليارات دولار

بيرني ساندرز

75 مليون دولار من مساهمات ناخبين يقارب متوسطها 27 دولارا

جيب بوش

تمكنت لجنة «رايت تو رايز» من جمع 118 مليون دولار

هيلاري كلينتون

جمعت أموالا طائلة من ممولين أفراد، لكنها تواجه اتهامات بالتواطؤ مع وول ستريت

ماركو روبيو

3 ملايين دولار قدمها رئيس مجموعة «اوراكل»

تيد كروز

15 مليون دولار من قطبي النفط في تكساس الشقيقين ويلكس