باجا مدينة أشباح بعد عام على مجزرة بوكو حرام


لم تعد باجا سوى مدينة أشباح في نظر سكانها، بعد عام على المجزرة التي ارتكبتها جماعة بوكو حرام وأسفرت عن مئات القتلى في هذه المدينة الواقعة شمال شرق نيجيريا. وقد عمد المسلحون طوال أربعة أيام إلى نهب مدينة الصيادين الواقعة على ضفاف بحيرة تشاد في ولاية بورنو، والتي أقيمت فيها القاعدة العملانية لقوة بلدان المنطقة، لمحاربة الجماعة.


لم تعد باجا سوى مدينة أشباح في نظر سكانها، بعد عام على المجزرة التي ارتكبتها جماعة بوكو حرام وأسفرت عن مئات القتلى في هذه المدينة الواقعة شمال شرق نيجيريا. وقد عمد المسلحون طوال أربعة أيام إلى نهب مدينة الصيادين الواقعة على ضفاف بحيرة تشاد في ولاية بورنو، والتي أقيمت فيها القاعدة العملانية لقوة بلدان المنطقة، لمحاربة الجماعة.

الجمعة - 08 يناير 2016

Fri - 08 Jan 2016



لم تعد باجا سوى مدينة أشباح في نظر سكانها، بعد عام على المجزرة التي ارتكبتها جماعة بوكو حرام وأسفرت عن مئات القتلى في هذه المدينة الواقعة شمال شرق نيجيريا. وقد عمد المسلحون طوال أربعة أيام إلى نهب مدينة الصيادين الواقعة على ضفاف بحيرة تشاد في ولاية بورنو، والتي أقيمت فيها القاعدة العملانية لقوة بلدان المنطقة، لمحاربة الجماعة.

وسيطر الإسلاميون في الثالث من يناير على باجا، وعلى نحو عشر قرى في المناطق المجاورة. وفي الأيام التي تلت ذلك، تعرض مئات المدنيين للقتل والمنازل للحرق ومئات النساء والأطفال للخطف. واضطر آلاف الأشخاص للفرار خلال الهجوم الذي يعد الأكثر دموية للمجموعة خلال ست سنوات. وتصدرت مجزرة باجا أخبار الصحافة العالمية لدى الإعلان عن أن نحو ألفي شخص قضوا فيها. ونشرت منظمة العفو الدولية أيضا مجموعة من الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية عن اتساع عمليات التخريب والدمار.

وقد تفحمت المنازل وأقفلت المؤسسات، ومن الصعوبة بمكان تصور باجا مدينة تضج بالحياة كما في السابق، حين كان التجار يأتون إليها بأعداد كبيرة لبيع المواشي والمنتجات الطازجة والمصنوعات الجلدية.

وقال محمد الحاجي بكر أحد سكان المدينة المهجرين إن «باجا ما زالت مقفرة. نعيش جميعا في مخيمات أو عند أصدقاء وأقارب في مايدوجوري. نخشى من العودة إلى منازلنا».

واستعاد الجيش النيجيري السيطرة على المدينة في مارس، ويقوم جنوده بدوريات اليوم في شوارعها المكسوة بالغبار. لكن استمرار هجرها - يقيم في باجا اليوم أقل من ألف شخص - يؤكد صعوبة التوصل إلى إقناع هؤلاء الأشخاص بالعودة إلى منازلهم وإحلال السلام في شمال شرق البلاد الجريح.

وفي يونيو الماضي، بدأ السكان المعوزون بالعودة إلى منازلهم حتى يستأنفوا الصيد، وقد شجعتهم على ذلك الانتصارات المتعاقبة للجيش. وعادة ما يبيع الصيادون غلالهم في مايدوجوري، أكبر مدينة في شمال شرق البلاد، المعقل التاريخي لبوكو حرام.

وخلال فترة الهدوء هذه، عاد نحو خمسة آلاف شخص إلى باجا، لكن السلام لم يستمر. ففي يوليو تسببت بوكو حرام في سقوط ثمانية قتلى في كمين نصبته لشاحنة كانت تنقل سكانا من باجا عائدين إلى منازلهم.

وفي الأيام التي تلت ذلك، أقدم المسلحون على ذبح أعداد كبيرة من الصيادين، وقتلوا فلاحين عادوا إلى منازلهم في موسم البطيخ الأصفر. وقد تمكن الجيش النيجيري الذي تدعمه قوات من البلدان المجاورة من أن يستعيد منذ عام بعض المدن التي سقطت في يد بوكو حرام، ولم يتمكن عناصرها من إعادة تجميع صفوفهم في القرى المجاورة. ولجأ المسلحون إلى جزر صغيرة ببحيرة تشاد تغطيها الأعشاب العالية، في منطقة قريبة من باجا.





«لا نستطيع العودة إلى باجا، الوضع ليس آمنا، وخصوصا عندما نعرف أن بوكو حرام تسرح وتمرح في الجزر المجاورة».

بكر كوري رئيس هيئة تجار باجا





«تقنيا كسبنا الحرب على بوكو، ما زالت هذه الجماعة تواصل شن هجماتها الدامية. ما زال يتعين علينا القيام بمجهود كبيرة في المجال الأمني».

محمد بخاري الرئيس النيجيري