أئمة ومؤذنو الحرم يودعون معروف

ودع أئمة ومؤذنو الحرم المكي الشريف أمس زميلهم الراحل صاحب الصوت الشجي محمد

ودع أئمة ومؤذنو الحرم المكي الشريف أمس زميلهم الراحل صاحب الصوت الشجي محمد

السبت - 26 ديسمبر 2015

Sat - 26 Dec 2015



ودع أئمة ومؤذنو الحرم المكي الشريف أمس زميلهم الراحل صاحب الصوت الشجي محمد سراج معروف، حيث شارك إماما المسجد الحرام الدكتور بندر بليلة والدكتور فيصل غزاوي في مراسم الدفن إلى جانب ذوي الفقيد وزمرة من مؤذني الحرم المكي الشريف، بعد وفاة الراحل أمس الأول بمستشفى النور التخصصي، قبل إعلان الصلاة عليه فجر أمس بالمسجد الحرام، ودفنه بمقبرة المعلاة بمكة المكرمة، بعد مروره بعدة أمراض بترت ساقاه على خلفيتها، وتأثرت أجهزته التنفسية والصدرية.

بدأ الفقيد قصته مع مآذن المسجد الحرام عندما كان في الـ12 من عمره، حينما رفع أذان صلاة العصر نيابة عن والده لشعور الأخير بضيق في التنفس آنذاك، ليكون أول أذان يرفعه معروف.

يتحدر المؤذن محمد معروف من عائلة مكية تشرفت برفع صوت الحق في الحرم المكي جيلا بعد جيل، فالجد مؤذن والأب مؤذن والحفيد كذلك، وافتخر والد الفقيد بابنه محمد الذي لم يصبح بعد مؤذنا فعليا في المسجد الحرام، حينما سأل شيخ المؤذنين بالمسجد الحرام يعقوب شاكر ـ رحمه الله ـ عمن رفع أذان المغرب من منارة الملك عبدالعزيز، قبل أن يجيبه الشيخ سراج بأنه ابنه محمد، و كان قد بلغ في ذلك اليوم 16 عاما، حيث فصل بين أول أذانين له قرابة 4 سنوات.

وفي 1403، تم تعيين محمد مؤذنا رسميا في المسجد الحرام، حيث قضى قرابة 34 عاما كان يرفع فيها الأذان عبر مآذن الحرم، قبل أن يقعده المرض عن الحضور اليومي، ويبدأ رحلته العلاجية التي أثرت كثيرا على أدائه في الآونة الأخيرة، وسجل تاريخ الـ19 من صفر نهاية مسيرة حياة في مآذن الحرم، إذ كان أذان المغرب من ذلك اليوم آخر أذان يرفعه محمد معروف من مكبرية المسجد الحرام، قبل أن يتمكن منه المرض، ويلزمه السرير الأبيض بمستشفى النور التخصصي بمكة المكرمة.

وشارك في تشييع الفقيد مؤذنو المسجد الحرام، يتقدمهم الشيخ علي ملا والشيخ أحمد بصنوي، والشيخ نايف فيده والشيخ أحمد خوجة والدكتور الشيخ عصام خان، وغيرهم من المؤذنين والموظفين في إدارة شؤون الأئمة والمؤذنين بالمسجد الحرام.





وراثة المهنة

«الفقيد أحد المؤذنين القدامى في المسجد الحرام، أخذ الأذان عن والده في سن مبكرة، وكان من الزملاء الذين عاصرتهم في العمل كمؤذن في المسجد الحرام، و كانت معاملته حسنة مع الكبير والصغير، وكان له باع طويل في رفع الأذان والعمل كموظف في وزارة الصحة، وقد تم تعيينه كمؤذن في 1403 بالمسجد الحرام».

علي ملا ـ شيخ مؤذني الحرم المكي الشريف





مدرسة الالتزام

«لا يمكن أن نوفي الراحل حقه، فهو زميل وحبيب وصاحب الكلمة الطيبة والأخلاق العالية، كان مدرسة ومنهجا في الالتزام والمسؤولية، نسأل الله له ولنا الرحمة والمغفرة».

أحمد بصنوي ـ مؤذن الحرم





تجليات فجرية

«جمعتني مع الشيخ نوبة فجر، كان يتجلى قبل الفجر وكنت أستمع لدعائه، ويقشعر بدني من الدعاء، وبعد الدعاء أرى فيه طمأنينة وإشراقة بوجهه، ويقول ـ رحمه الله ـ كأنني أتحدث مع الله مباشرة، كان قلبه معلقا بالله، وبتر ساقيه لم يمنعه من الاستمرار في رفع صوت الحق، وكان راضيا بقضاء الله وقدره، وكان مستبشرا في كل الأمور رغم وجوده في العناية المركزة المخصصة للقلب».

أحمد يونس خوجة ـ مؤذن الحرم