"ندافع عن أنفسنا ونرفض تدخل الآخرين في شؤوننا"

الاحد - 07 فبراير 2016

Sun - 07 Feb 2016

استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في قصر اليمامة أمس ضيوف المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الثلاثين من المفكرين والأدباء، ثم بدئ حفل الاستقبال بآيات من الذكر الحكيم.

وأكد الملك سلمان في كلمته خلال الاستقبال أنه كما نحرص على أن يعم الأمن والسلام منطقتنا، من حقنا الدفاع عن أنفسنا من دون التدخل في شؤون الآخرين، وندعو الآخرين إلى عدم التدخل في شؤوننا.

وقال عضو مجلس النواب اللبناني الوزير السابق مروان حمادة إن الجنادرية جنادرية الاعتزاز بعهد الحزم والعزم، عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، الغني بالخصال الحميدة والحافل بالمواقف النبيلة وكأن الله استجاب لأماني أمته القلقة على مصيرها في أدق وأخطر مراحل تاريخنا العربي والإسلامي، فأهداها ملكا حمل لواء الإصلاح منقذا، وأطلق مبادرات الوحدة والتحالف، فحقق ورفع سيف الدفاع عن الحق والكرامة فأنجز.

وأضاف أن مبادئ الملك سلمان العازمة والحازمة تصون اليوم حقوق العرب وتجمع كلمة المسلمين وتحمل فكرة التوحيد، كما أننا جئناك ولبينا بسعادة غامرة دعوتكم إلى هذه الجنادرية وبعضنا يتيم في بلده، وبعضنا معوق في حقوقه، وجدنا من جرب كرسي الإعاقة أمام شعبه معمما الحس الإنساني نحو أخيه الإنسان، وها أنتم ملك يتصدى لكل أنواع الإعاقة التي أصابت وطننا الكبير وأمتنا العظيمة.

وأشار مفتي الجمهورية الإسلامية الموريتانية أحمد المرابط إلى أن من ضمن إنجازات الملك سلمان تلك الثنائية التي أنشأها في تدبير وتسيير شؤون البلاد، وتلك الثنائية هي اللجنة المعنية بالشؤون السياسية والأمنية واللجنة المعنية بشؤون الاقتصاد والتنمية، مبينا أن المتأمل لسياسات الملك سلمان بن عبدالعزيز يجدها تدور على درء المفاسد وجلب المصالح والاتصاف بمكارم الأخلاق ومحاسن العادات وهذه الأمور الثلاثة هي المقاصد التي شرع الله لتحقيقها دين الإسلام.

وفي ختام الاستقبال صافح خادم الحرمين الشريفين ضيوف الجنادرية وأقام مأدبة غداء تكريما لهم.

حضر الاستقبال والمأدبة الأمير خالد بن فهد بن خالد، والأمير عبدالعزيز بن فهد بن فيصل، وأمير منطقة الرياض فيصل بن بندر، ومستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير خالد بن بندر، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير الدكتور منصور بن متعب، ووزير الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة الأمير متعب بن عبدالله، والأمير فهد بن عبدالله بن مساعد، ووكيل وزارة الحرس الوطني لشؤون الأفواج الأمير خالد بن عياف، والمستشار بالديوان الملكي الأمير فيصل بن خالد، والأمير سعود بن سلمان بن عبدالعزيز.

نص كلمة خادم الحرمين الشريفين

بسم الله الرحمن الرحيم

أرحب بكم، في بلدكم المملكة العربية السعودية، ويسعدني أن ألتقي بهذا الجمع المبارك، من الأدباء والمثقفين المشاركين في المهرجان الوطني للتراث والثقافة، المهرجان علامة بارزة في المشهد الثقافي والأدبي والتاريخي العربي منذ أكثر من ثلاثة عقود، ونتشرف في المملكة بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما والمسلمين في كافة أنحاء العالم، وهذا شرف لنا ومسؤولية كبرى علينا في بلادنا خدمة حجاج بيته وزوار مسجد الرسول، صلى الله عليه وسلم، والحمد لله هذه الدولة توفر كل الإمكانيات، حتى الحاج والمعتمر والزائر يدرك العناية بهما في هذه البلاد، وهي بلادكم بلاد العرب والمسلمين.

ونحن أيضا كما نحرص على أن يعم الأمن والسلام منطقتنا، من حقنا الدفاع عن أنفسنا من دون التدخل في شؤون الآخرين، ندعو الآخرين إلى عدم التدخل في شؤوننا، ولذلك نحن كما قلت وأكرر ندافع عن بلاد المسلمين، ونتعاون مع إخواننا العرب والمسلمين في كل الأنحاء في الدفاع عن بلدانهم وضمان استقلالها، والحفاظ على أنظمتها كما ارتضت شعوبهم، وعلى كل حال نحن مستعدون ويجب أن يكون فيه تعاون في مكافحة الفقر والجهل حتى شعوبنا تشعر بالنعمة التي هي فيها، وهي فيها الآن الحمد لله، وكذلك نحن الحمد لله بلاد المسلمين، المملكة قبلة المسلمين، والحرمان الشريفان هي مسؤوليتنا الكبرى.

ديننا الإسلام دين عدل ووسطية ورحمة، وما نشاهده من إرهاب ممن يدعون الإسلام ولا يمت للإسلام بصلة إطلاقا، الإسلام دين محبة وتعاون.

علينا جميعا وعليكم واجب كبير في جمع الكلمة ووحدة الصف وتنوير الأمة، وعلينا أن نكون متفائلين رغم الظروف المحيطة بنا، تضافر الجهود والعزيمة سوف يخرجنا من هذه الأزمات بإذن الله.

الحمد لله بلدكم المملكة العربية السعودية لا يوجد فيها أزمات ولا يوجد فيها اضطراب ولا فيها ما يثير الأمن فيها أو يحسس به، وأقولها وأكررها، ملوكنا من الملك عبدالعزيز إلى أبنائه .. الملك عبدالله، رحمهم الله، وأنا أتحمل المسؤولية أمن بلادكم بلاد الحرمين أمن لكم أنتم، الحاج والمعتمر والزائر يجيئها آمن، لذلك يشرفنا أن يسمى ملكنا بخادم الحرمين الشريفين، وهذه مسؤولية وشرف لنا. وأرجو لكم التوفيق إن شاء الله، وأنتم في بلدكم وبين إخوانكم ومرحبا بكم.