الردادي: فخري باشا قائد لم يستطع المحاصرون هزيمته

يحاول الدكتور عائض الردادي أن يمسك العصا من المنتصف وهو يقدم قراءته للقائد العثماني فخري باشا، الظالم المظلوم، متناولا مسيرته باعتباره آخر قائد عثماني للمدينة المنورة، في ورقة يطرحها غدا بأدبي المدينة

يحاول الدكتور عائض الردادي أن يمسك العصا من المنتصف وهو يقدم قراءته للقائد العثماني فخري باشا، الظالم المظلوم، متناولا مسيرته باعتباره آخر قائد عثماني للمدينة المنورة، في ورقة يطرحها غدا بأدبي المدينة

الاثنين - 23 نوفمبر 2015

Mon - 23 Nov 2015



يحاول الدكتور عائض الردادي أن يمسك العصا من المنتصف وهو يقدم قراءته للقائد العثماني فخري باشا، الظالم المظلوم، متناولا مسيرته باعتباره آخر قائد عثماني للمدينة المنورة، في ورقة يطرحها غدا بأدبي المدينة.

وأوضح الردادي بأن ما يعرف عن فخري باشا أنه أدار أكبر مأساة في تاريخ المدينة لم تعهدها، وهو تهجير أهلها، أو ما عرف بـ»سفر برلك» التهجير القسري الإجباري، حيث يذكر المؤرخون أنها خلت إلا من الجيش.



موضوعية الطرح



وأكد الردادي بأن هذا الحدث المأساوي السبب الأساسي في كراهية أهل المدينة للباشا، ويضيف «عندما يتجرد الإنسان وينظر إلى الحادثة بمنظار موضوعي، ويحاول أن يعرف ما لهذا القائد وما عليه يرى أنه وإن ارتكب مأساة التهجير فمن جانب آخر هو قائد مظلوم، كونه مخلصا لدولته، ولم يستطع من حاربوه أن ينتصروا عليه أو يدخلوا المدينة بالرغم من أنها كانت مفتوحة من جميع الجهات».



الحرب والحصار



وأشار الردادي إلى أن الباشا تحمل في سبيل ذلك الصعوبات التي مرت به من جوع الجنود وفرارهم وشراء ذمم بعضهم، حتى إنه أنشأ في تلك المرحلة من تاريخ المدينة «الفرقة الزراعية»، لزرع البساتين لتثمر النخيل كي يطعم الجنود.

موضحا أن الباشا تمكن من خوض حرب لمدة ثلاث سنوات كانت القوات فيها تحاصر المدينة من جميع جهاتها وعاشت حالة قاسية، خاصة بعد إغلاق ميناء ينبع من قبل بريطانيا، وكان المنفذ الوحيد الذي تصل عن طريقه المواد الغذائية والاستهلاكية للمدينة وما حولها.



كبرياء الباشا



وأضاف الردادي «برغم عدم رضانا عن ما تسبب به من مآس في المدينة، إلا أن النظرة الموضوعية تشير إلى أنه قائد لم يستطع المحاصرون هزيمته وكانت البرقيات تأتيه ليستسلم، ومن كبريائه أنه تنازل عن القيادة إلى نائبه وخرج بجيشه الذي يقارب الألف جندي إلى منطقة الفريش ثم ينبع ثم إلى مصر ثم إلى تركيا ليسجن هناك ثلاث سنوات».

وذهب الردادي إلى أن الدولة العثمانية اختارته قائدا قويا، لكن الأحداث كانت فوق طاقته، لأن جيوش الحلفاء كانت تحارب في الشام ومصر والعراق، وسقطت حينها وبقي معزولا.