متنزه فيفا الفرع والعبث بالطبيعة

عشت في منطقتي وادي الفرع سابقا محافظة وادي الفرع حاليا متجولا بين صحراء قاحلة وجبال شاهقة وأودية سحيقة وقرى عامرة بأهلها وعيونها الثجاجة التي تروي أهلها ونخيلها وبساتينها

عشت في منطقتي وادي الفرع سابقا محافظة وادي الفرع حاليا متجولا بين صحراء قاحلة وجبال شاهقة وأودية سحيقة وقرى عامرة بأهلها وعيونها الثجاجة التي تروي أهلها ونخيلها وبساتينها

الثلاثاء - 10 نوفمبر 2015

Tue - 10 Nov 2015



عشت في منطقتي وادي الفرع سابقا محافظة وادي الفرع حاليا متجولا بين صحراء قاحلة وجبال شاهقة وأودية سحيقة وقرى عامرة بأهلها وعيونها الثجاجة التي تروي أهلها ونخيلها وبساتينها.

هذه المحافظة جزء من بلادنا الغالية قد أحببتها وأحببت أهلها وجبالها وأوديتها وصحاريها، ومما يؤسفني بصراحة تغير الأراضي الخصبة الجميلة سابقا التي تنمو بها الأعشاب وتكثر بها منازل البادية التي يقطن أصحابها بيوت الشعر، ورغم بساطة الحياة آنذاك وقسوتها إلا أنها كانت حياة حلوة وجميلة وطبيعية...طبيعية في هوائها النقي ومياهها العذبة ورياضها المعشبة العطرة.

تسللت تلك الأفكار إلى مخيلتي وأنا أجلس في ناحية من هذه المحافظة، شاهدت بعيني عندما كنت طفلا فيها الغزلان وشاهدت بها المناظر الرائعة والأعشاب والخضرة النضرة، وعند هطول الأمطار تكون غاية في الجمال والروعة في ذلك الزمن الجميل، وعندما هطلت الأمطار في هذه الأيام أخذت أبنائي ذات ليلة لأجلس في مكان قصي من هذه الأرض الجميلة وهي الفيفا متنزه وادي الفرع السياحي مع المضيق والسدة، ولكن اختلف الوضع لدي بعد وجود الطرق الاسفلتية وعبور طريق القطار مع هذه الروضة الجميلة، عبث شديد في تلك الأرض الجميلة على الطريق الاسفلتي وجانبي طريق القطار! حفر تشاهدها يمنة ويسرة شوهت المنظر وأصبحت خطرا يحيق بمرتادي هذه المنطقة وخاصة العائلات والأطفال الذين لا يدركون خطورة تلك الحفر والمستنقعات عند هطول الأمطار! أكوام من مخلفات الطرق وردمياتها وطريق متعرج على كوبري القطار المتجه للأكحل وللطريق السريع للذاهبين إلى مكة وجدة وجنوب المملكة والمهد، وهذا الطريق يرتاده الكثير من المركبات وقد تكلمت عن هذا الانحناء الخطر الذي ذهب ضحيته أنفس بريئة في كثير من المقالات والطلبات عبر الصحف المحلية ولم يجد آذانا صاغية.

أعود وأقول: العبث بالطبيعة البيئية لا يسمح به في أي دولة في أنحاء العالم بأكمله وحماية البيئة واجب وطني وتدميرها تدمير للإنسان نفسه، آمل أن نجد من يهتم بهذه المنطقة الجميلة التي سأكتب ثم أكتب عنها طالما أني أعيش هنا على أرضها وأشم هواءها النقي، وأملنا في من يهمه الأمر كبير.