سعد الحزامي

ذكاء الآلات العاطفي

الاثنين - 25 يونيو 2018

Mon - 25 Jun 2018

لم يكن «آلان تورنج» يدرك أن حلمه سيتحول إلى حقيقة بعد نحو 50 سنة فقط! فقد كان يؤمن بأن حلمه سيتحقق حينما لا يستطيع الشخص المقابل أن يجد اختلافا بين محادثة يجريها مع إنسان بشري من لحم ودم، وأخرى يجريها مع آلة.

في حقيقة الأمر ذكاء الآلات اليوم تجاوز كثيرا مرحلة المحادثات إلى حل مسائل رياضية معقدة واقتراح حلول عملية في مجالات تطبيقية متقدمة، وإلى ما هو أبعد من ذلك.

الأمر المثير والمفزع أن الآلات بدأت تستطيع فهم العواطف والتعبير بها وعنها، أصبحت الآلات اليوم تتغنى بالآداب وفنون الموسيقى. وحتى لا يتحول هذا المقال إلى تبجيل وتمجيد، دعونا نذكر بعض الأمثلة التي تجسد فكرة منافسة الآلة للبشر في أمور حياتية لم نكن نتخيلها يوما ما. «الهايكو» هو أحد أنماط القصائد اليابانية، عبارة عن ثلاثة مقاطع صوتية، تليها سبعة مقاطع صوتية، ثم تختم بثلاثة مقاطع صوتية. هي نوع جميل ورمزي جدا من الأدب. قام فريق تحليل البيانات التابع لصحيفة نيويورك تايمز بتصميم خوارزمية ذكية تقرأ ما يكتب على الصفحة الرئيسية للصحيفة، وتبحث عن كلمات مترابطة المعنى متفرقة السياق لها نفس النمط الصوتي، ومن ثم تقوم الخوارزمية بترتيب هذه الكلمات على رتم قصيدة «الهايكو». هذا أحد الأمثلة المترجمة لقصيدة قامت الآلة باستنباطها:

مثل صور المرآة

تتساقط من القمر

على ضفة بيت النهر

صح لسانك! مع أن ترجمة القصيدة أفقدها الرتم الصوتي، إلا أن المعنى لا يزال جميلا إذا ما اعتبرنا أن الشاعر عبارة عن أرقام مكونة من أصفار وآحاد.

مجال آخر أثبتت فيه الآلات أنها قادرة على مجاراة أولئك الذين صنعوها، وقادرة على الإبداع والإتقان عاطفيا. فهل بالفعل يأتي اليوم الذي نقرأ فيه رواية من تأليف الآلات؟ ربما من يعلم!