أفكار لحماية طفلك من التافهين!

الاحد - 24 يونيو 2018

Sun - 24 Jun 2018

يوم الخميس الماضي زرت جامعة وسط فلوريدا بأمريكا UCF وتحديدا مركز صناعة الإعلام والألعاب، وأدهشني المبنى بما يحويه من مراكز أبحاث وموهوبين ومستثمرين، كما أوضح لي مدير المركز في جولته كيف أن العالم الرقمي وعالم الألعاب هما صناعة خلفها كبار الباحثين والمستثمرين والمبرمجين! لذا لا تندهش لماذا أصبح الكبار مدمنين عليهما قبل الصغار.

وامتدادا لمقالي السابق الذي كان حول العقل الفارغ وخطورة هذا الفراغ الذي يستغل من هذه الصناعة ومن مشاهير التفاهة، أحببت أن أضع بين أيديكم بعض المقترحات التي ربما تساعدنا على عمل حصانة لعقولنا من اقتحام التافهين لها. ولأن عالم التفاهة والتافهين شر لا بد منه، ولأن معظم عدد المشاهدات المليونية لمقاطع وحسابات التفاهة خلفه أطفالنا، سأركز فقط على حماية الأطفال، لأن التافه أصبح مشاركا بشكل فعال في تنشئة أطفالنا، من خلال محتواه التافه الذي يصنع السلوك التافه. وعليه هناك 6 أفكار أو توصيات ربما تساعدنا على تقليل ضرر التفاهة والتافهين على أطفالنا.

• توقيع اتفاقية الاستخدام:

زرت صديقا أمريكيا في بيته، ووجدته يضع ملصقا وسط منزله بجانب التلفاز Home Rules أي القوانين المنزلية، ومن ضمن قوانين الأسرة بند حول استخدام التلفاز والانترنت والألعاب الالكترونية، وهي بمثابة تعهد بين جميع أفراد الأسرة، وتمت مناقشتها والاتفاق عليها ووضعها أمام الجميع للتذكير، وتتضمن التوقيت والمدة والكيفية وغيرها. لذا يجب أن يكون لدى كل أسرة مثل هذه الوثيقة والالتزام بها وتطبيق العقوبات في حالة مخالفتها.

• تقليل عدد التافهين:

لعل استراتيجية المنع الكامل لن تنجح بسهولة في ظل هذا التجييش المقنن للتفاهة، ولكن يمكن الجلوس مع أطفالنا وتقليل عدد ساعات مشاهدة التافهين أو تقليل أعداد التافهين قدر الإمكان من خلال اختيار أقلهم ضررا.

• مناقشة ما تمت مشاهدته من تفاهة:

من الجيد متابعة بعض التافهين وقنوات التفاهة سواء مع أطفالك أو بمفردك، حتى تستطيع أن تجلس مع أطفالك لاحقا وتتكلم بلغتهم وبمحتواهم، وتناقش بشكل دوري ما تم طرحه من التافه وتفنيده وأخذ الجيد منه وطرد الضار وتصحيح الخطأ والتنبيه على بعض المغالطات.

• التوعية من أخطار تقليد المشاهير:

يجب على الوالدين كل فترة الجلوس مع أطفالهم للحديث عن الجانب المظلم للتفاهة والشهرة القائمة على تفاهة، وسرد القصص الحقيقية لذلك، لأن الطفل لا يرى إلا الجانب المضيء لنجمه التافه، ولا يستطيع أن يستقرئ النتائج بعيدة المدى أو نظرة العالم لهذا التافه أو مصير التافه المستقبلي، بل يراه من منظور أقرانه المفتونين معه، وهذه فرصة أيضا لإشراك أطفال أقل فتنة بعالم التفاهة للجلوس مع أطفالك، لأن تأثيرهم قد يكون أكبر من تأثيرك. ويجب مراقبة سلوك أطفالك، وأن تقف عندها بحزم عند كل تغيير مبني على تقليد تافه، وتوضح لهم أنه سمح لهم بمتابعة بعض التافهين من باب الفراغ والتسلية وليس من باب التقليد، وإن وصل الأمر للتقليد سيتم المنع النهائي.

• توفير بدائل:

عدم توفير بدائل مفيدة وممتعة لأطفالنا يجعل أطفالنا مضطرين للعودة إلى عالم التفاهة، لذا قم بالاشتراك مع أطفالك بقنوات مفيدة وممتعة، وكذلك ابحث من الآن على قائمة بالحسابات المفيدة وتابعها مع أطفالك واصنع من خلالها جوا من المتعة والتسلية.

• توفير مسابقات وجوائز:

قم بتشجيع أطفالك من خلال مسابقات يفوز بها أقلهم مشاهدة للتفاهة والتافهين، ومسابقات لتلخيص ومشاركة محتوى هادف، وأحضر لهم جوائز مغرية تسحبهم من هذا العالم المغري.

S_Meemar@