برمجة العادات والتقاليد

الأربعاء - 13 يونيو 2018

Wed - 13 Jun 2018

لا تخلو أي مشكلة من مسبب، الثانوي فيه يؤازر الرئيسي، وقناعتي التامة بأن العادات والتقاليد لها اليد الطولى في كل مشاكل الحياة والأحياء، والسبب الرئيسي في غالب المشاكل هو العادة والتقليد، وهي ثابتة والتغيير فقط في نوع المشاكل، عزيزي القارئ تخيل معي وأنا أسألك هل تعرف سيارة «البهباني» تخيلها أمامك الآن، لا بد أنك تخيلت «البهباني» باللون الأحمر، من ربط الأحمر في ذهنك؟ ولماذا لم تتخيل غيره؟

أخبرت صديقين لي بأني اشتريت «بهباني» لونه أبيض فضحكا علي حتى ضحكت حزنا عليهما عندما قال أحدهما: لا تفضحنا!!

من برمجهما هذه البرمجة؟ من جعل المجتمع يضحك على شخص لو اشترى «كامري» حمراء؟!

تعلم أنك وصلت إلى كبائر الأمور عندما ترى أنك وصلت صغائرها، فموضوع شراء سيارة واختيار لون غير اللون المعتاد عليه هذه السيارة عند المجتمع موضوع صغير، وصلنا إليه ولكن بغير سلامة!

العادة حتمت على خالد ومحمد وعبدالله أن يكونوا متعسرين ماديا، وليس ما يتقاضونه كل شهر، وليست الأقساط المتراكمة على كل واحد منهم.

والعادة والتقليد من أعلى الهرم إلى الأسفل من الجد إلى الأب إلى الابن، وقد تكون العكس من الابن إلى أن تصل الجد!

فانظر إلى الزواجات المعتادة عليها منذ 9 سنوات تقريبا، العادة جعلتنا نصخب في الزواجات بالشيلات «والشيلات تحتاج مقالة منعزلة»، وأذكر عندما سمعتها في أول زواج قبل بضع سنوات استهجان كبار السن لصخبها، ومع الوقت اعتدنا الآن في الزواجات الشيلة تلو الأخرى.

برمجة العادات والتقاليد للمجتمع كثيرة ومخيفة بشكل كبير، ومن الاستحالة أن أستوفي كل مخاوفها في مقال، ولكن احذروا هذه البرمجة، فليس للإنسان زر restart نقوم بالضغط عليه.