لكيلا يتطرف فكرهم

الأربعاء - 13 يونيو 2018

Wed - 13 Jun 2018

الفكر يسمى جوهر الحياة، ونستطيع القول إنه القلب النابض الذي يغذي شرايين حياتنا بالاتجاهات السلوكية والميول والاهتمامات، لذا وجب علينا أن نحافظ على هذا الجوهر لامعا لكي يضيء بقع الظلام بتوهجه، طاردا تلك الخفافيش الساعية للهدم والخراب، وأن نحافظ أيضا عليه كقلب نابض حتى لا تتحول نبضاته متدفقة بدماء الهدم والبلاء ونشر الفساد.

ويتم التركيز في المحافظة على هذا الفكر في مرحلة الشباب التي تعتبر من أهم مراحل عمر الإنسان وأكثرها حيوية ونشاطا، وهي مرحلة تشكل الهوية وتكوين الشخصية والاستقلالية، وبالتأكيد أن ما يصاحب هذه المرحلة من تغيرات نفسية واجتماعية وسلوكية سيكون له التأثير الفعال على الفكر الشبابي، ومن أهم مجالات الوعي والتوعية للحفاظ على هذا الجوهر قيادة الأفكار البناءة وتعريتها من كل ما يشوبها من أفكار هدامة حتى تتلاشى أفكار الهدم وتنحسر في محيطها التي تقبع فيه ذليلة مهانة، بتعطيل وسائل نقلها وتنقلها حتى تكون من المنسيات.

فلكي نحافظ على هذا الجوهر لامعا صالحا علينا أن نعرف مؤشرات بداية فقدان لمعانه، وهي بمثابة قرع جرس إنذار بأن مستوى اللمعان قد بدأ بالفقدان، فمؤشر التغير المفاجئ في الحالة المزاجية والنفسية الاجتماعية، والتوتر، والتشتت الذهني، والعزوف عن الدراسة، وتأخر التحصيل العلمي، وتكفير الدولة ورموزها، والهجوم على المشايخ والعلماء، والفرح بالعمليات الإرهابية، يعد من أهم الأعراض التي تصاحب مرض تلاشي لمعان جوهر الفكر القويم، بسبب تواجد أصحاب الفكر الهدام والمتطرف بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي، لاستهداف شبابنا، لذا وجب تحصينهم، ووضع الأساليب الوقائية التي تقيهم الوقوع في شراك الغلو والتشدد، ومن أهم تلك الوسائل التي ينبغي أن نسلكها في التعامل معهم تنمية مهارات التفكير السليم لديهم، مما يرفع مستوى الوعي واليقظة والإدراك، ويعودهم على حسن النظر والتمحيص.