أحمد صالح حلبي

جمال البيت الحرام في ليالي رمضان

الاحد - 10 يونيو 2018

Sun - 10 Jun 2018

في ليالي رمضان وقبل أن يودع المعتمرون والزائرون بيت الله الحرام عائدين الى أوطانهم، تراءت أمامي صور شتى لقادمين من أقاصي الأرض تذرف أعينهم دمعا على رحيلهم من البقاع الطاهرة.

فآمالهم وأمانيهم التي تعلقت بالبيت الحرام سنوات طوالا تحققت بفضل الله سبحانه وتعالى وبما تقدمه قيادتنا الحكيمة من خدمات لقاصدي البيت الحرام وزوار مسجد رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأدوا فريضتهم بيسر وسهولة وراحة واطمئنان، وأخذوا في شد رحالهم عائدين لبلادهم، حاملين أسمى كلمات الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية ملكا وحكومة وشعبا على حسن الاستقبال وكرم الضيافة وجمال التعامل.

وإن كان هناك من كانت أمانيهم معلقة بالطواف حول الكعبة المشرفة والسعي بين الصفا والمروة، وكانوا يخشون أن يتسبب الزحام وشدته في عدم تمكنهم من ذلك لكبر سنهم أو لعدم قدرتهم على مواصلة السير، فقد وجدوا حسن الاهتمام والعناية ممثلا فيما قدمته الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي التي وضعت هذا العام خطة عمل خاصة لتسهيل حركة المشاة داخل أروقة المسجد الحرام، فكانت بحق خطة مثالية مكنت الجميع من التنقل داخل أروقة المسجد الحرام، وبساحاته الخارجية.

ومن خلال التعاون المثمر بين الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي والقطاعات الأمنية وأفراد الكشافة، تم الوصول إلى تنظيم جيد للممرات منع إثره الصلاة أو الجلوس فيها، فظهرت التسهيلات في الحركة وغاب الازدحام.

ومن الصور الجمالية التي رأيناها مقرونة بالقول والعمل، ما تم وضعه من خطة منع دخول الأطعمة للمسجد الحرام، وتفتيش الحافظات الناقلة للأطعمة، فالهدف هو الحفاظ على نظافة المسجد الحرام وأروقته وساحاته من المأكولات التي يحملها البعض فتزيد عن احتياجاتهم فيلقونها.

وبين وقفة وأخرى تظهر صور من العمل المخلص الذي تحول فيه كل عامل بالمسجد الحرام، سواء كان موظفا أو عاملا بسيطا إلى خادم لأقدس بقاع العالم، فنقل كل منهم صورة من صور الإبداع للإنسان السعودي الحريص على نظافة المسجد الحرام وقاصديه، ورأينا نظافة السجاد وتطهيره وتعطيره ليؤدي المصلون صلواتهم على نظافة وطهر، كما رأينا صحن المطاف وكيفية رفع سفر الإفطار قبل إقامة صلاة المغرب.

وإن كان ثمة من كلمات شكر فنسطرها لفضيلة الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس الذي وصل نهاره بليله ليكون واحدا من خادمي المسجد الحرام، واقفا لمتابعة تنفيذ خطة العمل وتوجيه العاملين وإرشادهم لتقديم الأفضل، فكان خير موجه ومرشد.

وإن توفرت كافة الخدمات فإن للخدمات الصحية دورها البارز في خدمات المعتمرين خلال رمضان، من خلال الخدمات الإسعافية المباشرة لمعالجة الحالات الطارئة ونقلها لأقرب مستشفى. ولا يمكن أن نتجاهل دور رجال الأمن وما بذلوه من جهد وتفان لتوفير الأمن والأمان لقاصدي البيت الحرام.

فجزى الله الجميع خير الجزاء، وجعل ما يقدمونه في موازين حسناتهم.