أحمد صالح حلبي

لماذا هيئة ملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة؟

الأربعاء - 06 يونيو 2018

Wed - 06 Jun 2018

لم يكن غريبا أن يصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمره الكريم بإنشاء هيئة ملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، ويكون لها مجلس إدارة برئاسة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ويعين أعضاؤه بأمر من رئيس مجلس الوزراء.

فمكة المكرمة والمشاعر المقدسة اللتان أنفقت الدولة عليهما أضعاف ما أنفقته على المدن الأخرى عانتا على مدى سنوات عدة من تضارب المصالح بين القطاعات الحكومية وانفراد كل منها بمشاريعها، وتنفيذها بشكل سريع لتنفيذ آخر وبشكل سريع أيضا، مما أدى إلى عدم اكتمال الكثير منها، ولنا في هذا مثال بارز يتمثل في الطريقين الدائري الثالث والدائري الرابع اللذين لم يكتملا لا سفلتة ولا إنارة ولا رصفا رغم تنفيذهما منذ سنوات، كما أن تقاطع الستين بمكة المكرمة الذي مضت سنوات على حفره خير مثال، فلم نر أي بادرة تشير إلى بدء العمل به، أما خير مثال على استعجال تنفيذ المشاريع فيبدو واضحا في كوبري النورية الذي نفذ بمسار واحد لا مسارين.

وإن تحدثنا عن مشاريع مكة المكرمة التي لم تكتمل فإن هذا يعني أن هناك الكثير من المشاريع غير المكتملة، ويصعب الحديث عنها من كثرتها، فتعطل المشاريع وتأخرها بمكة المكرمة أصبحا سمة بارزة تتميز بها عن سائر المدن، وأمامنا الدلائل واضحة، بدءا من عمليات الهدم التي شملت العديد من الدور السكنية وأحياء بأكملها ولم نر فيها أي بوادر لتنفيذ مشاريع تطويرية، وكل ما رأيناه إزالة المباني ورفع أنقاضها وتحول المواقع إلى مواقف ترابية للسيارات ومجمع للنفايات تنشر الروائح الكريهة والأمراض.

ومن هنا جاء أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بإنشاء الهيئة الملكية لتطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة للعمل على استكمال المشاريع بشكل جيد، وتطوير منظومة خدمات الحجاج والمعتمرين عبر رفع الطاقة الاستيعابية لكل المواقع بدءا من الحرم المكي الشريف ومرورا بالطرق والشوارع، ودعم وتشجيع المشاريع الخاصة للارتقاء بمساكن المعتمرين والحجاج، وتدعيم المشاريع الترفيهية بإنشاء الحدائق العامة للأهالي.

والواقع يشير إلى أن إنشاء الهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة وترؤس الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع لمجلس إدارتها، يحملان رسالة قوية وواضحة تؤكد عزم القيادة على تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة تطويرا يتوافق مع مكانتهما في قلوب المسلمين، وإحداث نقلة غير مسبوقة فيهما.

وإنشاء الهيئة ومنحها كل الصلاحيات لتطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة عبر مشاريع تطويرية يؤكدان مدى أهمية مكة المكرمة والمشاعر المقدسة لدى القيادة التي تعمل على دعم مسيرة التنمية ودفع عجلتها في مسارها الصحيح للوصول إلى مستقبل مشرق بإذن الله مع بدء خطة التحول الوطني 2020 ورؤية المملكة 2030، ودليل على العناية والرعاية اللتين تحظا بهما مكة المكرمة والمشاعر المقدسة من قيادتنا الرشيدة منذ عهد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - مرورا بأبنائه البررة ملوك هذه البلاد المباركة - رحمهم الله - حتى العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.

[email protected]