عبدالعزيز السبيل مثقف برتبة مسؤول خلوق

لطف شخصيته غير المتكلف، ورجاحة عقله، وسمت أخلاقه الرفيعة، جعلت من يتعامل معه يدرك كاريزماه النادرة، ودفعت بمن عرفه، على نحو مؤكد، للتيقن من جديته المرنة في إدارة عمله، بل ومكنت معاونيه للوقوف على براعته الهائلة في إنجاز المهام التي يكلف بها

لطف شخصيته غير المتكلف، ورجاحة عقله، وسمت أخلاقه الرفيعة، جعلت من يتعامل معه يدرك كاريزماه النادرة، ودفعت بمن عرفه، على نحو مؤكد، للتيقن من جديته المرنة في إدارة عمله، بل ومكنت معاونيه للوقوف على براعته الهائلة في إنجاز المهام التي يكلف بها

الخميس - 15 أكتوبر 2015

Thu - 15 Oct 2015



لطف شخصيته غير المتكلف، ورجاحة عقله، وسمت أخلاقه الرفيعة، جعلت من يتعامل معه يدرك كاريزماه النادرة، ودفعت بمن عرفه، على نحو مؤكد، للتيقن من جديته المرنة في إدارة عمله، بل ومكنت معاونيه للوقوف على براعته الهائلة في إنجاز المهام التي يكلف بها.

غير أن تجلي هذه الصفات لدى الأديب المولود في القصيم وربيب الحجاز الدكتور عبدالعزيز السبيل، وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية سابقا، أكسبه احتراما وتقديرا لدى مرؤوسيه في قسم اللّغة العربية بكلية الآداب جامعة المؤسس، عندما عُين رئيسا له في فترة تميّزت بكثير من الصّخب، فكان قادرا على احتواء الجميع بما تنطوي عليه شخصيته من قدرة على المثابرة والصبر.

ولأن السبيل مصغ جيد لمحدثه، ومحاور دمث لمناقشه، فإنه أضاف إلى سماته ما منحه محبة فريقه في الجامعة والوزارة وفي الأندية الأدبية وجمعية الثقافة والفنون، وفي الوسط الثقافي عموما، وحتى عندما أصبح مديرا عاما للإعلام التربوي ومتحدثا رسميا لوزارة التعليم فإنه نقل مواهبه وأدواته وأخلاقياته معه، والتي لا شك أنه اقتبس بعضا منها من والده محمّد السبيّل، إمام وخطيب الحرم المكّي، يرحمه الله.

ورفض هذا المثقف، والناقد المهتم بالسرد وعوالمه، أن يتخلى عن موهبته الفذة في نقل الأدب السعودي إلى الشعوب الأخرى، من خلال الترجمة إلى الإنجليزية، حيث ترجم «أصوت قصصية: مختارات من القصة السعودية»، ومشاركته في ترجمة تاريخ كيمبردج للأدب العربي، ثم من خلال نيابته لرئيس تحرير صحيفة «سعودي جازيت» بالرياض، ورئاسة تحرير مجلتي «نوافذ» و«الراوي»، وتناوله للعديد من البحوث القيمة، فكان ذلك امتدادا لفضائل دراسته العليا للأدب المقارن، والتي نال عنها الماجستير والدكتوراه من جامعة «إنديانا» الأمريكية.

بصمته الجزيلة في تأسيس منهجية رصينة ومتماسكة لمعرض الرياض الدولي للكتاب رسخت مكانة المعرض على النطاق المحلي والخليجي والعربي، ودفعت الكتاب والمثقفين للاعتراف بأنه أول من طبع علاقتهم بمعرض كتاب دولي بشكل رسمي، وظلوا يذكرون دوره التأسيسي للمعرض في كل سانحة؛ وقد أحدث إلى جانب ذلك نقلة نوعية في طريقة عمل الأندية الأدبية، وأشرف على أول انتخابات لها.

خلق تألقا عمليا في مجلس أمناء جائزة محمّد حسن عوّاد، المنبثق عن النادي الأدبي الثقافي بجدة، فكان خامس عضو وعمود الخيمة الرئيس مع الدكاترة: عبدالله عويقل السُّلمي، ومحمّد ربيع الغامدي، وأميرة كشغري، ومحمّد علي قدس.

اختياره أمينا عاما لهيئة جائزة الملك فيصل من قبل لجنة الجائزة التي يرأسها الأمير خالد الفيصل، باركه العارفون به وتفاءلوا لتوليه، لا سيما وهو يخلف في هذه المؤسسة العلمية والفكرية رائدها الكبير الدكتور عبدالله العثيمين، وجعلهم واثقين بأنه سوف يكون خير خلف لخير سلف.