فكر التوقعات العالية!

كما للتوقعات العالية جوانب إيجابية هناك جانب مظلم لها، خاصة إن كانت توقعات غير منطقية نحو الأشخاص أو الأهداف أو المستقبل. وجدت دراسة أجراها Yang عالم الاجتماع في جامعة شيكاغو «أننا نصبح أكثر سعادة مع تقدمنا في العمر، لأن كبار السن لديهم أهداف أقل في الحياة مما يؤدي إلى تقليل التوقعات». وفي دراسة أجراها Stevenson وWolfers الاقتصاديان في كلية وارتن «وجدت أن النساء أقل سعادة اليوم مما كن في السبعينات، لأن الحركة النسائية اليوم أعطت النساء في جميع أنحاء العالم الأمل في الخروج والعمل للحصول على السلطة التي رفعت توقعاتهن بشكل أسرع من قدرة المجتمع على الوفاء بها». ولفكر التوقعات العالية أربع نتائج سيئة جدا، هي:

1. تدمر ذاتك:

التوقعات العالية المفرطة قد تقودك للاكتئاب والعزلة واليأس وعدم الثقة بالنفس والشعور بالفشل. لأنك لم توطن نفسك على أنه ليس بالضرورة تحقيق جميع التوقعات، وأنه عندما تتحقق توقعاتك فهذا أمر جميل ومدهش، وإن لم تتحقق فهذا أمر متوقع وربما تتحقق في وقت مختلف بطريقة مختلفة أو ستحقق أمرا آخر مختلفا.

2. تجعلك أسير توقعات الآخرين:

التوقعات العالية من محيطك قد تكون سببا في تعاستك بالرغم من رضاك عن نفسك! لأنك تسعى إلى تحقيق ما يتوقعه الآخرون منك. وكما قال كارينجي إن الشخص الذي يسعى للحصول على تصفيق الآخرين ستكون سعادته بأيدي الآخرين! لذا ربما تجد عازفا من هذا النوع يعزف بشكل احترافي ولكن عندما يعزف أمام الجمهور فإنه ينتظر لحظة تصفيقهم العالية، وإذا لم يحصل عليها ربما يحبط ويعتزل حتى لو كان محترفا! وأسير توقعات الآخرين مع الوقت تتحول جميع أحكامه وقرارته وخياراته بناء على ما يطلبه وما يتوقعه الآخرون! بل ربما متابعة بعض المشاهير ومقارنة حياتك بحياتهم تجعلانك تغير توقعاتك بناء على هذه المقارنة، وتفترض أن حياتهم الفلاشية هي الحياة الافتراضية لك ويجب أن تكون حياتك بهذه الصورة وإن لم تكن فأنت غير محظوظ وغير سعيد.

3. تسرق منك الاستمتاع:

التوقعات العالية جدا تجعلك في حالة لهث مستمر، ولن تدرك أو تقدر حجم النجاحات والتغيرات التي حدثت لك! ولن تجد فرصة للاستمتاع بما تملك، لأنك في حالة لهث مستمر للوصول إلى توقعاتك العالية! التوقعات العالية تسرق منك حلاوة الاستمتاع بالمكتسبات وتجعلك حبيس افتراضات الماضي وأحلام المستقبل، فيتحول ماضيك وحاضرك ومستقبلك إلى حالة من الشعور بالتعاسة المستمرة.

4. تقتل جاهزيتك في حالة عدم النجاح: مشكلة التوقعات الإيجابية العالية في كل شيء أنها تجعلك غير جاهز لعدم النجاح! فتصاب بالصدمة الكبيرة في حالة عدم تحقيق ما تم التخطيط له، وفي ذات الوقت تجعلك غير قادر على الخروج من هذه الحالة وتصاب بالعجز. ويعلق الدكتور Christensen حول أسباب وصول الشعب الدنماركي ضمن أكثر الشعوب سعادة أن لديهم عقيدة أن التوقعات تقتل السعادة، وأن الحياة هي معادلة متوازنة بين النجاح وعدم النجاح.

• قم ببناء أهدافك بناء على ما تملك من إمكانيات أو إمكانيات يمكن الوصول لها


• قم ببناء خططك وقراراتك بناء على حاجاتك ورغباتك لا على توقعات الآخرين لك


• استمتع بكل نجاح تحققه حتى لو كان صغيرا وكن ممتنا لكل نعمة تملكها


• اخفض سقف توقعاتك حتى تتقبل عدم النجاح وتقف بعد كل سقوط