استغلال براءة الاختراع لتسويق علاجات غير مثبتة

الاحد - 27 مايو 2018

Sun - 27 May 2018

حذر باحثون من نشر شهادات الحصول على براءة اختراع للكشف في المجال الدوائي أو الأجهزة الطبية قد يستغل من قبل البعض في الترويج لكون براءة الاختراع تعني التوصل لعلاج جديد قابل للتطبيق على البشر مباشرة، مستغلين بذلك عدم معرفة العامة لمعنى شهادة البراءة، والتي لحماية وإثبات حقوق الملكية للفكرة وهي ليست سوى الخطوة الأولى للوصول لمنتج قابل للتسويق والتطبيق على البشر، كونها عملية تستغرق سنوات عدة.

في هذا السياق قال الأستاذ المشارك بكلية الهندسة الطبية في جامعة الملك عبدالعزيز، الدكتور نزيه العثماني لـ»مكة» إن القلق ليس من نشر براءات الاختراع في مواقع التواصل الاجتماعي، والذي لا يوجد ما يمنعه نظاما، ولكن من استغلال بعض الباحثين لذلك للإيحاء للعامة أن شهادة البراءة الصادرة من مكتب تسجيل براءات الاختراع لفكرة علاج أو جهاز طبي تعني التوصل للعلاج على شكل منتج نهائي قابل للاستخدام من قبل المرضى، في حين أن الشهادة تعني فقط التوصل لفكرة جديدة غير مسبوقة توجد إمكانية منطقية لنجاحها في حال إجراء التجارب عليها بطريقة علمية منهجية معروفة على الحيوانات أولا ومن ثم على البشر.

وأضاف أنه حدث سابقا أن سوقت إحدى الباحثات الأكاديميات لمنتجات علاجية للعلاج ببول الإبل بعدما تمكنت من تفكيك مكوناته في المختبر وحصلت على براءة اختراع لذلك، إلا أنها وقبل استكمال مراحل الاختبار والتجربة لتحويل الفكرة لمنتج، قفزت مباشرة لبيع منتجات زعمت أنها يمكن أن تعالج حالات مرضية باستخدام بول الإبل، ورغم أنها منعت من إجراء الاختبارات في الجامعة ومن العمل فيها، إلا أنها ما زالت تسوق وتبيع منتجاتها غير المثبتة فائدتها علميا. وأردف أن كثيرا من براءات اختراع ذات صلة بفكرة لعلاج جديد لمرض ما، أثبتت عدم إمكانية تطبيقها على البشر بعد إخضاع الفكرة للاختبار والتجربة، مشيرا إلى أن التوصل لدواء جديد يتطلب تجارب تستغرق بين 10 إلى 12 سنة، أما التوصل لجهاز طبي جديد فيستغرق نحو عامين من التجارب.

وحول نشره شهادة براءة اختراع في حسابه على تويتر أفاد الأكاديمي بجامعة الملك للبترول والمعادن الدكتور سعيد الجارودي للصحيفة أن نشره للشهادة يهدف للتعريف بوجود إمكانية لعلاج السرطان بمركبات الذهب في حال اختبار الفكرة وتجربتها على الحيوانات أولا وفي حال نجاحها تجرب على البشر، لافتا إلى أنه يرغب من خلال النشر في تشجيع الجهات المهتمة لتمويل الأبحاث والتجارب عن الفكرة إلى منتج ودواء قابل للاستخدام في علاج السرطان. وشدد على الجدوى الاقتصادية التي ستعود على البشرية في حال نجاح الاختبارات لإيجاد علاجات أقل تكلفة، وخاصة أن القيمة السوقية العالمية لأدوية السرطان قفزت من 100 مليار دولار عام 2014 إلى 147 مليار دولار في 2018.