أحمد صالح حلبي

لماذا خطط رمضان 30 يوما؟

الاحد - 27 مايو 2018

Sun - 27 May 2018

اعتدنا قبل حلول شهر رمضان المبارك من كل عام على ظهور خطط وبرامج تنفذها القطاعات الحكومية والأهلية خاصة بهذا الشهر الكريم، تعتمد على مراحل عدة تبدأ عادة مع بداية رمضان وتنتهي بنهايته.

غير أن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي فاجأتنا بخطة عمل وضعتها لمدة 60 يوما تبدأ من منتصف شعبان وتنتهي منتصف شوال، وهي خطة تعتبر متوافقة مع بدء توافد المعتمرين من داخل المملكة وخارجها.

ومن خلال قراءتي للخطة التي وضعتها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وجدت أنها استهدفت: مساعدة الزوار والمعتمرين، وتسهيل مناسك ضيوف الرحمن، والسيطرة على العوائق وتجاوزها، واستمرارية الخطة على مدار الساعة، وتوجيه المعتمرين بالرفق واللين، وتوفير الخدمات اللازمة كافة وتهيئة جميع المرافق والإمكانات، والتأكد من جاهزية الدعم المساند، والتنسيق مع الإدارات الحكومية، وتعتبر هذه الأهداف هي الأساس الذي تنطلق منه.

وإن اعتبر البعض فترة الـ 60 يوما طويلة باعتبار رمضان 30 يوما، فإن الرئاسة اعتبرت أن مهامها في خدمة المعتمرين تبدأ مع الإجازات المدرسية منتصف شعبان، وأن مغادرة جميع المعتمرين للبقاع الطاهرة سيكون منتصف شهر شوال، فكان برنامجها مرتبطا بما قبل وبعد رمضان المبارك.

وخطوة كهذه تدعو إلى ضرورة أن توحد القطاعات الحكومية والأهلية العاملة في مجال خدمات المعتمرين جهودها وخدماتها، وأن تضع خططها لما قبل وما بعد شهر رمضان، خاصة أن جل هذه القطاعات والجهات تعمل جنبا إلى جنب مع الرئاسة في خدمة المعتمرين، سواء داخل الحرمين الشريفين أو في الساحات المحيطة بهما، أو عبر الطرق والمسارات، ومن هنا فإن الحاجة تستدعي العمل على إيجاد فترة زمنية موحدة لشهر رمضان بجميع القطاعات الحكومية الخدمية بمكة المكرمة، لارتباطها جميعا بخدمات المعتمرين، فالمرور وبجانبه أمانة العاصمة المقدسة، وبينهما الدفاع المدني وغيرها من القطاعات الحكومية لها ارتباط مباشر بالمعتمرين وخدماتهم.

ولا أكون مبالغا إن قلت إن خطة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي اعتمدت في إعدادها على الأسلوب العلمي في وضع الخطط، فقد اعتمدت أولا على المعلومات، والمتمثلة في مواعيد بدء قدوم المعتمرين ومغادرتهم ، ثم نظرت صوب الاحتياجات من المعدات والكوادر البشرية، وجعلت أهدافها واقعية قابلة للقياس، من خلال وضع استراتيجيات أساسية، أو مجموعة من الاستراتيجيات التي تساعد على تنفيذ الخطة، وتوزيع المسؤوليات والأدوار على المشاركين في مراحل تنفيذ الخطة، وإعداد جدول زمني تمثل في موعد بدء التنفيذ الفعلي للخطة والانتهاء منها.

ولا يمكن القول إن تنفيذ خطة الرئاسة سيخلو من السلبيات أو الأخطاء، فالخطأ وارد لأن من ينفذها بشر والبشر خطاؤون، لكن يمكن القول إن نسبة الأخطاء ستكون منخفضة ولن تؤثر على سير الأعمال.

وفي الختام أقول إن استخدام المواعيد والتواريخ في متابعة الأعمال اليومية لخطة العمل يعزز من نجاح الخطة ويوضح المسارات التي سلكتها، ويدعو لدراسة نتائجها ومعالجة سلبياتها.