حراسة السنة النبوية في مجمع الملك سلمان

السبت - 26 مايو 2018

Sat - 26 May 2018

أكثر ما سرني منذ بداية هذا العام الهجري حتى هذه اللحظة هو الأمر الملكي السامي الصادر يوم الثلاثاء 27 محرم 1439، والذي أمر بإنشاء «مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للحديث النبوي الشريف» في المدينة المنورة، والذي مهمته الرئيسة: الجمع والتصنيف والتحقيق والدراسة.

وتم من أجل ذلك تكوين مجلس علمي يضم صفوة من علماء الحديث الشريف حول العالم، وهذا الإنجاز الكبير ليس بمستغرب على قادة هذه البلاد المباركة، وما هو إلا امتداد تاريخي لنهج المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - مرورا بأبنائه الملوك من بعده، والذي وحد هذه الدولة واعتنى بالقرآن الكريم والسنة النبوية من خلال الدروس العلمية في مجلسه المفتوح للجميع بحضور كبار العلماء، والذي كان يقرأ فيه القرآن مع كتب التفاسير وتشرح فيه أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، إضافة لكتب العقيدة والفقه والفرائض.

وها هو الملك سلمان يواصل هذه المسيرة المباركة، وجاء الأمر الملكي بتأسيس المجمع حفظا وعناية لثاني مصادر التشريع - بعد القرآن الكريم - وتعزيزا وتعظيما لله وكتابه ولرسوله صلى الله عليه وسلم، بنشر أحاديثه الصحيحة، خاصة في هذا الوقت المهم الذي كثر فيه التحريف والافتراء على السنة وعلمائها، والطعن في الأحاديث من خلال أسانيدها ورواتها وتداول المكذوب منها والضعيف، والتي يستخدمها المغرضون والحاسدون وبعض الفرق الضالة لتشكيك الناس في دينهم، فكانت هذه الخطوة المباركة لحراستها وصيانتها وإعلاء شأنها ومكانتها وفقا للمنهج السلفي الصحيح، وبمثابة صفعة في وجه الأعداء وكل من يحاول المساس بها، لتتم طباعتها وتوزيعها صحيحة نقية في كل الأقطار والأقاليم في أنحاء العالم وبلغات عالمية.

وخادم الحرمين الشريفين بهذا الأمر القاضي بإنشاء هذا المجمع العظيم يؤكد تمسك دولتنا المباركة وقيادتنا الحكيمة على مر الأزمان بدستورها الذي يعتز به ويفخر كل مسلم، وهو كتاب الله وسنة رسوله، قاطعا الطريق على كل حاقد وعدو لهذه البلاد المباركة، وعلى كل من يسيء استخدامها والاستدلال بها لهوى في نفسه أو لحزبه ومصالحه الشخصية أو لأي سبب كان من كلا الطرفين من المتطرفين (المنحلين والمتشددين).

أسأل الله العظيم القدير أن يحفظ خادم الحرمين وولي عهده، وأن يعز بهما الإسلام والمسلمين، وأن يحفظنا بالإسلام قائمين وقاعدين وراقدين، ولا يشمت بنا الأعداء ولا الحاسدين.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال