موعد ولادة

الجمعة - 25 مايو 2018

Fri - 25 May 2018

لكل شيء نهاية كما أن له بداية، وكل نهاية شيء بداية لشيء آخر، ولتلك البداية موعد ولادة وكيفية. وليس القصد هنا ولادة كائن حي فحسب، بل تنطبق القاعدة لتشمل أي فكرة، أو عادة، أو مشروع. قد تتعسر الولادة وقد تتيسر، حينما تسبق الموعد قد يكون المولود ناقصا أو مشوها، وحينما تتأخر قد يفقد المولود أو تقتل الأم، الولادة الطبيعية هي أفضل وأسلم الطرق.

وقد تحتاج أحيانا إلى تدخل جراحي لإنقاذ الأم والمولود على حد سواء. أما ما يسمى بالعملية القيصرية فيقال إن سبب تسميتها هو موت زوجة القيصر وهي حامل بطفل لطالما انتظره القيصر، فأشار عليه أحد مستشاريه بشق بطنها وإخراج الطفل، فوافق وتم ذلك. قد تكون تلك العملية أقدم من ذلك القيصر، ولسنا بصدد بحث تاريخي حولها، بل بشرح كيفيتها لا غير. يفعل ذلك في حالة تعسر الولادة لسلامة الطرفين. وقد تتسبب بعض المحاولات للتدخل بخروج مولود مشوه، يعافه الأقربون وإن حنت عليه أمه. الإجهاض من ضمن الاحتمالات القائمة أيضا، وفيه يقتل المولود بأبشع الطرق لتسلم الأم، وربما لا لتسلم، بل لان المهم أن يموت المولود. هناك بوادر تنبئ باقتراب موعد الولادة، وهنالك مؤشرات تحث على الاستعداد والجاهزية، وهنالك ما يشبه عملية الولادة الحقيقية (الطلق). في حالة خروج المولود قبل موعده الطبيعي بأي طريقة كانت، عادة ما يكون ضعيفا ويتحسس من المحيط، يظل المولود في حاضنة توفر له جوا خاصا معقما من الجراثيم.

فلنمنح كل مولود الفرصة لتكتمل أعضاؤه، وليطل في موعده المناسب، ولنرحم ضعفه. وكذلك فلنرحم أمه التي مزقت جسدها مشارط الأطباء. لسنا في حاجة لاستخراج قيصر ولا حتى إمبراطور المستقبل. كل ما نحن في حاجته هو أم سليمة ومولود في موعده.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال