مانع اليامي

نجران، الأمير، هيئة التطوير

الجمعة - 25 مايو 2018

Fri - 25 May 2018

الواقع يقول إن نموذج التخطيط العمراني التقليدي سيطر على غالبية المدن السعودية فيما مضى، وما زال له حضور مستفز، وللإنصاف النموذج غطى عددا من دول المنطقة، وولد بحكم طبيعته ما يعرف عند أهل الاختصاص بالأحياء السكنية الصماء، والمقصود هنا الأحياء السكنية التي لم يراع البعد الإنساني في تصميمها كما يفترض. عموما، الخروج من مأزق التخطيط العمراني التقليدي مهمة ليست بالسهلة كما يظهر، ويزيدها تعقيدا من وجهة نظري المتواضعة أنها مسؤولية أكثر من جهة، مما يسمح بتمدد وقت معالجة الوضع القائم، والتعثر وارد علاوة على احتمالية ارتباك التخطيط لتحسين القادم، على أي حال تجويد البيئة العمرانية من العناصر المهمة لتحقيق جودة الحياة، ولهذه القاعدة - إذا جازت التسمية - نصيبها في الرؤية الوطنية 2030، والمؤكد في كل الأحوال هو أن الدولة انتبهت مبكرا لتطوير المدن السعودية ووضعت خطتها المتدرجة بداية بالمدن الكبيرة، وقد تحقق من التطوير ما تجدر الإشارة إليه من باب العمل على أنسنة المدن.

ما أريد الوصول إليه هو أن نجران ليست استثناء، والشاهد يبرز في تبعيتها الملحوظة لنموذج التخطيط العمراني التقليدي في الغالب، مقابل ذلك يلمس الراصد تصاعد أمنيات السكان بأن تتجاوز نجران مأزق التخطيط العمراني التقليدي باتجاه نموذج المدن الحية، حيث التصميم العمراني المولد للصداقة بين الإنسان والبيئة العمرانية، ولو من باب فتح المسافات لتعزيز حركة المشاة عبر ممرات عصرية مجافية للتلوث البصري كمثال.

الشيء بالشيء يذكر، والذي أفهمه هو أن أمير المنطقة جلوي بن عبدالعزيز حريص جدا على تحريك البعد الإنساني في تصاميم الأحياء السكنية الجديدة، إلى جانب تحسين أحوال القديمة، أبعد من ذلك أنه أكد وبشكل رسمي حاجة المنطقة لهيئة تطوير عليا تتولى مهمة التطوير الشامل لجعل نجران وجهة سياحية واقتصادية بامتياز.

ختاما، الأمل في الدولة لا ينقطع، والناس تترقب صدور توجيهات القيادة الرشيدة المتضمنة إنشاء هيئة عليا لتطوير المنطقة في كل المجالات. نجران تستأهل. وبكم يتجدد اللقاء.

[email protected]