عبدالله المزهر

إنهن يقتحمن حصنا آخر!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الخميس - 24 مايو 2018

Thu - 24 May 2018

إعلان جامعة الملك فهد للبترول والمعادن أنها ستتيح المجال للطالبات للالتحاق ببرامج الدراسات العليا يعني دخول النساء إلى واحد من المعاقل التي كان دخولها صعبا عليهن حتى في أحلامهن. ولكن يبدو أن هذه المرحلة قد انتهت. وأن هذا الزمن زمنهن نسأل الله السلامة.

صحيح أن البرامج التي أعلن عنها للدراسات العليا فقط، ولكنها ستكون تمهيدا لوجود الطالبات في المراحل الأخرى. ثم يسيطرن شيئا فشيئا حتى يصلن إلى احتلال الجامعة احتلالا كاملا.

وبعيدا ـ ليس كثيرا ـ عن هذه المقدمة «السلمية» عن النصف الآخر، فإن الجامعة تبدو سعيدة بهذه الخطوة، وقد سبق لها أن فكرت في القيام بهذه الخطوة في فترة سابقة ودرست الفكرة ووجدت أنها لن تكون مجدية في حينها. والذي يعرف الجامعة يعلم أنها لا تهدف إلى البحث عن القرارات «الشعبوية» التي يصفق لها الناس في البداية ثم تتورط هي في تبعاتها. ولذلك لم تقر وجود برامج للطالبات في مرحلة سابقة لأنها ستكون خطوة بلا فائدة. وأقرتها الآن لأن الأمور تبدو أكثر وضوحا في مجال تمكين المرأة، ولذلك سيكون لوجود خريجات من جامعة البترول معنى مفهوم ومشاهد وملموس. ولذلك كانت الخطوة المناسبة في الوقت المناسب.

وأظن ـ والله أعلم ـ أن إتاحة المجال لطالبات الدراسات العليا فقط تهدف في المقام الأول إلى أن تصبح الدفعات الأولى من الخريجات هن من سيعتمد عليهن في إنشاء برامج أخرى في التخصصات الهندسية والعملية في مراحل البكالوريوس.

ومن المؤكد يقينا أن الجامعة لن تتخلى عن معاييرها الصارمة في قبول الطلاب ـ والطالبات ـ ولا في استقطاب أعضاء هيئة التدريس حتى لو أدى ذلك إلى أن تكون الخطوات في هذا المجال أقل وأبطأ مما يطلبه «الجمهور». لأنها ببساطة حين تتخلى عن معاييرها فإنها لن تكون «جامعة الملك فهد للبترول والمعادن»، وسيكون قبول الطالبات فيها أمرا لا معنى له لأنه سيكون مثل قبولهن في أي مكان آخر.

وعلى أي حال..

أن تأتي متأخرا فهذا ربما يعني أنك تفكر كثيرا وتدرس خطواتك بعناية، ولذلك فإنه من المستحسن ألا تأتي مطلقا إن لم تكن تفعل ذلك.