لماذا قرر ترمب إتمام خطوة في الطريق الصحيح؟

الثلاثاء - 22 مايو 2018

Tue - 22 May 2018

أعلن الرئيس ترمب أحاديا إعادة فرض العقوبات على البنوك وقطاع النفط في إيران، مما أدى إلى إنهاء الاتفاق النووي (5+1). ما قام به الرئيس وجد استياء كبيرا من الدول الأوربية الشريك الرئيس في هذا الاتفاق، والتي كانت تعول على أن الاتفاق الذي وقعه الرئيس أوباما سوف يتسبب في شراكات اقتصادية مع إيران.

قرار الرئيس ترمب ليس مستغربا بتاتا، فإلغاء الاتفاق كان وعدا انتخابيا، والاتفاق النووي كان ضعيفا هزيلا وليس في صالح الأمن القومي الأمريكي أو السلم العالمي أو السلم في الشرق الأوسط. في ظل الاتفاق النووي تم الإفراج عن مئات المليارات الإيرانية من قبل الخزينة الأمريكية، والتي لم تستخدمها إيران في تحسين الوضع الاقتصادي الداخلي، ولكن استخدمتها لتطوير برنامج الصواريخ الباليستية، والتوسع في الأراضي العربية. استخدمت إيران طموح إدارة أوباما لإنجاح الاتفاق بدهاء عظيم لأن إيران تعلم أن إدارة أوباما أرادت نصرا دبلوماسيا وإنجاح نهج جديد للسياسة الخارجية الأمريكية هو الحوار والمساواة في التعامل، وليس القوة، وأرادت تغيير المتبع والمتعارف عليه في السياسة الخارجية الأمريكية والاتفاقات والشراكات المبنية على القوة وفرض وجهة النظر الأمريكية القائمة على مبدأ مونرو (ضمان استقلال كل دول نصف الكرة الغربي ضد التدخل الأوروبي بغرض اضطهادها، أو التدخل في تقرير مصيرها.

ويشير مبدأ مونرو أيضا إلى أن الأوروبيين الأمريكيين لا يجوز اعتبارهم رعايا مستعمرات لأي قوى أوروبية في المستقبل. والقصد من هذا البيان هو أن الولايات المتحدة لن تسمح بتكوين مستعمرات جديدة في الأمريكتين، بالإضافة إلى عدم السماح للمستعمرات التي كانت قائمة بالتوسع في حدودها)، هذا المبدأ أعطى الولايات المتحدة الأمريكية الحق في التدخل الخارجي وفرض ما تراه يحفظ أمنها القومي، والحفاظ على حلفائها أيضا. مقولة الرئيس روزفلت الشهيرة «تحدث بصوت خافت، وأمسك بعصا كبيرة»، السياسة الأمريكية الخارجية على مدار أكثر من قرن كانت مبنية على مبدأ مونرو، وإدارة أوباما غيرت ذلك، وإيران استغلت هذا التغيير وأرادت هذا الاتفاق الذي سوف يضمن دخول الشركات الأوروبية إلى إيران ويفرج لإيران عن مئات المليارات التي كانت بحاجتها، وفي النهاية سوف تستطيع أن تصل إلى هدفها وهو السلاح النووي.

عارضت المملكة العربية السعودية الاتفاق النووي منذ نشأته، وحاولت مرارا وتكرارا إعطابه، وإقناع إدارة الرئيس أوباما بالعدول عن هذا الاتفاق لما يشكله من خطورة على السلم الدولي، إدارة أوباما ضربت بالتحذيرات السعودية عرض الحائط، وهي تعي نسبيا أن النظام الإيراني لن يحترم الاتفاقات والمعاهدات الدولية. وجهة النظر السعودية

كانت واضحة منذ البداية وكان موقفها ثابتا بهذا الشأن. على مدار سنوات من العمل الدبلوماسي وفق علاقات ثنائية مع الولايات المتحدة الأمريكية أثبتت الدبلوماسية السعودية علو كعبها ومدى تأثيرها في صناعة القرار الأمريكي.

وفي ظل إعادة الخزينة الأمريكية فرض عقوبات صارمة على الاقتصاد الإيراني، سيساهم ذلك في الضغط الاقتصادي الذي سوف يؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار للنظام الإيراني، وهو ما قد يكون له تبعات سياسية كبيرة.

إلغاء الاتفاق النووي شرط ضروري لبناء استراتيجية شاملة ضد إيران، استراتيجية من شأنها التعامل مع قدرات إيران الاستراتيجية المتوسعة، وكذلك طموحاتها الإقليمية التوسعية.

@mr_alshammeri