الصحيح: الشعر محصول مزارعنا الغناء

الثلاثاء - 22 مايو 2018

Tue - 22 May 2018

خلال تعريفات عدة للشعر، سردها الشاعر السعودي جاسم الصحيح توقف عند واحد منها كان هو الأجمل في أسماع الحاضرين "الشعر هو المحصول الرئيس في المزارع الأحسائية"، مبينا أن الأحساء تتجاوز خارطتها الجغرافية الضيقة إلى الأوسع في قلب وذاكرة إنسانها النبيل.

الصحيح الذي كان يتحدث شعرا ونثرا في الأمسية الرمضانية التي نظمتها غرفة الأحساء مساء أمس الأول خلال لقائها بالإعلاميين، إلى جانب الشاعر الدكتور إبراهيم المبارك، وأدارها مدير الإعلام والنشر بالغرفة خالد القحطاني، قال إن الشاعر يجب أن يتجاوز ذاته والجائزة معا، والأهم من ذلك أن الجائزة تعطي الشعور النفسي لدى الشاعر مشاحة أخرى في التفجر والكتابة، موضحا أن الجائزة تعطي الشاعر بعدا إعلاميا كبيرا.

وأشار إلى أن فوز الشعراء بجوائز في مختلف المسابقات خصوصا المشهورة بمثابة الحمل الثقيل عليهم، فهي تضعهم في تحد للمواصلة وتقديم المزيد من الإبداع، وهي تكليف أكثر منها تشريفا، والتحدي الأكبر هو العمل لتجاوز الجائزة، لأن الشعر هو القمة التي لا توصل، بل هو قمة القمم، والخطورة أن تنحدر إلى الأسفل بعد الفوز.

وعن الشعر والأحساء أبان الصحيح أنها واحة النخيل والطاقة التي يتحد فيها هوى الشعراء مع قامات النخيل الباسقات، ومجرات البحار السود في باطن أرضها التي تنبت شعراء، مثلما تنبت النخيل والزيت، وحيث تجري فيها بحور القصيد، كما تجري مياه الساقية، وحيث يرتشف الأطفال في المهد حب الأبجدية، وموسيقى بحور الشعر، ووزن القافيات، كما يرضعون حب الأرض.

وأشار إلى أن الشعر بطبعه وأصله أناني، يريدك أن تكون له وحدك، "لذلك ربما اتخذت قرار الاستقالة من عملي في شركة أرامكو السعودية منذ وقت مبكر حتى أتفرغ له"، لافتا إلى أن الشعر ليس له نهاية والكتابة الإبداعية ليس لها حد، فهي كالحقيقة تماما سنظل نلهث وراءها دائما، مبينا أنه لم يفكر قط بالأشكال والقوالب الشعرية، بل يظل يبحث دائما عن استخلاص الجوهر من أعماق الرؤية في القصيدة.

من جهته أوضح الشاعر المبارك أن الأحساء قديما كانت ذات طابع خاص، لأن رغد العيش فيها جعل بيوتها ومجالسها ومدارسها وأزقتها عامرة بالعلم والحب والعطاء والثقافة، فأنجبت العلماء والشعراء الذين فتنوا وهاموا بها عشقا.

من قصيدة "بصمة التوحيد" للشاعر جاسم الصحيح

وطن عليه يعرش القرآن فظلاله الآيات والتبيان

حفرته فينا الذكريات فحينما ننسى يذكرنا به النسيان

وتفحص الأجداد حمض ترابه فرأوا بأن ترابه إنسان

وطن توشح بالضياء كأنما للشمس حول متونه قمصان

ما ضيع الساري إليه دليله فله على وجه الضحى عنوان

وطني وما كل الأماكن كعبة تؤتى ولا كل الصياح أذان

بك آية البلد الأمين تجسدت من قبل أن تتجسد البلدان