يتسابقون لعضوية مجلس الإدارة

قد لا أكون مبالغا حينما أقول إن الانتخابات التي تجرى في عدد من مؤسسات المجتمع المدني والغرف التجارية الصناعية وغيرها من المؤسسات والشركات، مجرد انتخابات دونتها اللوائح وأوضحتها النظم والإجراءات بمواد وفقرات، لا إجراءات منفذة على أرض الواقع

قد لا أكون مبالغا حينما أقول إن الانتخابات التي تجرى في عدد من مؤسسات المجتمع المدني والغرف التجارية الصناعية وغيرها من المؤسسات والشركات، مجرد انتخابات دونتها اللوائح وأوضحتها النظم والإجراءات بمواد وفقرات، لا إجراءات منفذة على أرض الواقع

الأربعاء - 07 أكتوبر 2015

Wed - 07 Oct 2015

قد لا أكون مبالغا حينما أقول إن الانتخابات التي تجرى في عدد من مؤسسات المجتمع المدني والغرف التجارية الصناعية وغيرها من المؤسسات والشركات، مجرد انتخابات دونتها اللوائح وأوضحتها النظم والإجراءات بمواد وفقرات، لا إجراءات منفذة على أرض الواقع.
وهو ما جعل الكثيرين يتسابقون نحو الظفر برئاسة أو عضوية مجلس الإدارة، كسباق الخيل في المضمار.

فالغرف التجارية الصناعية وفقا للوائحها، فإن الفائز في الانتخابات هو من يحقق أعلى نسبة في عدد الأصوات، دون النظر للبرنامج الذي يطرحه، إذ إنه غير مطالب بتقديم أي برنامج، وكذلك الحال في الأندية الأدبية، التي شهدت انتخاباتها عددا من الصراعات بين المرشحين والناخبين ببعض الأندية وصلت إلى حد القطيعة في بعضها الآخر.

لكن الوضع في انتخابات الأندية الرياضية مختلف كليا فاستمرار رئيس وأعضاء مجلس الإدارة يعتمد على النتائج التي يحققها الفريق الأول لكرة القدم، فإن أخفق الفريق الأول وحققت بقية الفرق بطولات كبرى فهذا لا يعني استمرار مجلس الإدارة، إذ يسعى أعضاء الجمعية العمومية لمطالبة الرئيس والأعضاء بتقديم استقالاتهم معتبرين عدم تحقيق بطولة في كرة القدم يعد فشلا، وهنا تظهر قوة أعضاء الجمعية العمومية دون سواهم من الأعضاء الآخرين ببقية الأندية والمؤسسات.

أما الشركات المساهمة فأعتبر انتخاباتها من وجهة نظري انتخابات معتمدة على أصحاب رؤوس الأموال الذين يرون في عضويتهم بمجلس إدارة الشركة مكسبا اجتماعيا واقتصاديا، ويسعون بكل قواهم للاستمرار فيه.

وإن تحولنا صوب انتخابات مؤسسات أرباب الطوائف "المطوفون، الوكلاء، الأدلاء، الزمازمة" التي كان آخر تعديل للائحتها قبل إجراء الانتخابات الأخيرة، فإننا نتوقف أمامها وقفة محاورة ونقاش لنسأل عما حملته من مواد ارتبطت بضرورة تقديم المرشح لبرنامج عمل ينفذه من خلال عضويته بمجلس الإدارة بعد دمج كل البرامج والخروج ببرنامج عمل موحد، وقيل حينها إن الوزارة ـ أي وزارة الحج ـ مصرة على ضرورة التزام كل مجلس إدارة بتقديم برنامج عمل موحد يتم طرحه ومناقشته أمامه الجمعية العمومية للموافقة عليه، بعد اعتماده من الوزارة.

وللحقيقة أقول إن التسابق نحو عضوية مجلس الإدارة بأي من مؤسسات الطوافة بات غاية الكثيرين حتى أصحاب الخبرات البسيطة، وأما الجاهلون بنظم وإجراءات خدمات الحجاج فهدفهم انصب نحو المكافأة المالية والوجاهة الاجتماعية دون النظر لتطوير الخدمات.

ومن هنا أعود للقول إن الانتخابات أي انتخابات تجرى فهي مجرد وجاهة اجتماعية لا عمل يقدم.

واليوم نرى تسابق المرشحين لانتخابات المجالس البلدية وهنا أسال ماذا سيقدم المرشحون بعد فوزهم؟
الواقع يؤكد أنهم لن يقدموا شيئا يذكر فالمجلس البلدي بمكة المكرمة الذي أمضى دورتين لم نر أي عمل يقدمه سوى أخبار تنشر هنا وهناك عن اجتماعات عقدها وبرامج أعدها، فالطرق والشوارع ما زالت تعاني من كثرة الحفريات والمطبات، ومستوى النظافة منحصر في نقل النفايات بمناطق وغيابها بمناطق أخرى، وغياب نظافة الشوارع والطرقات، وعدم توفر الحدائق العامة، وعدم التزام رؤساء وموظفي البلديات الفرعية بدوامهم الرسمي المعتمد من الدولة، وإصرار بعض رؤساء البلديات الفرعية بغلق أبوابهم أمام المواطنين.

وخلاصة القول إن هدف المتسابقين نحو العلا للظفر بعضوية مجلس الإدارة يبقى منصبا على مكافآت مالية يجنونها، أو وجاهة اجتماعية ينالونها، وهذا يعني أن الانتخابات مجرد إجراء روتيني، وإلغاؤها أفضل من استمرارها والقول إن مجالس الإدارات بأي قطاع ملتزمة بتنفيذ برامجها ومحاسبة من قبل الجمعية العمومية.