عبدالله المزهر

ليش ما عزمتوني؟!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الثلاثاء - 22 مايو 2018

Tue - 22 May 2018

لم أتابع زواج الأمير هاري من السيدة ميغان بشكل مباشر، واكتفيت بمشاهدة بضع لقطات على تويتر مصادفة، وهذا أمر مؤسف بالطبع من عدة زوايا، الأولى أني لم أكن أعلم بموعد الزواج من الأساس، وهذا أمر حز في نفسي كثيرا واستأت منه مع أني لا أحب مناسبات الزواج ولا أستمتع بحضورها، وأذكر أني كنت مترددا في حضور زواجي. الأمر الآخر الذي ضايقني في عدم معرفتي بموعد الزواج الملكي هو أني كنت أتوقع أنهما متزوجان منذ مدة ليست بالقصيرة، وما كان ينبغي لأحد مثلي يفهم في كل شيء أن يفوته أن الزواج هو آخر خطوة بين المتزوجين في تلك الديار. والحقيقة أنه غير مفهوم بالنسبة لي لماذا يتزوجون من الأساس بما أنهم يعيشون حياتهم طولا وعرضا دون حاجة للزواج.

ولم يتسن لي للأسف حضور أي زواج ملكي في بريطانيا ـ ولا في غيرها ـ من قبل، ولكني خبير جدا في حضور الزواجات في الاستراحات والقاعات، وفي الغالب فإن أغلب أيام إجازتي في الصيف أقضيها متنقلا بين الاستراحات أدفع الجزية للمتزوجين الجدد، وفي إحدى السنوات حضرت أربعة زواجات في أربعة أيام متتالية في قاعة واحدة، وكان أغلب الحضور هم أنفسهم يتكررون في كل ليلة، ولذلك اقترحت على صاحب القاعة أن يوفر جهازا للبصمة لمتابعة الحضور والانصراف بما أني سأقضي إجازتي مداوما في قاعته.

لكن الذي بدا لي أنه يحمل أوجه تشابه بين زواجاتنا والزواج الملكي هو الوجوم الذي كان على وجوه الحاضرين، ففي زواجاتنا ـ تماما كما في الزواج الملكي ـ يجتمع الكثير من الناس الذين لا يودون الالتقاء ببعضهم البعض. ويتمنون أن تنتهي المناسبة بسرعة حتى يعودوا لحياتهم الطبيعية التي لا تكلف فيها. وهذا التشابه لا شك أنه جعلني أبدو مرتاحا بعض الشيء مع أني لم أحضر.

ثم إن الذي يخفف عني وطأة ألم عدم حضوري هو أن هذا الزواج محكوم عليه بالفشل الذريع المريع، لأني لا أعتقد أن «لابة» هاري ستسكت على هذه الزيجة غير المتكافئة في النسب، ولا بد أن دعوى التفريق بين الزوجين قد بدأت في المحاكم البريطانية على يد الشيوخ الذين لن يقبلوا بأن يلطخ هذا الغر شرف القبيلة.

وعلى أي حال..

قال شاعر العرضة الجنوبية حين ماتت ديانا ـ والدة العريس «ليتنا وقت الحدث كنا نصيف في ضواحي لندن، كان صلينا على الفايد وشيعنا جنازته».

وأنا أتمنى أيضا أني كنت موجودا في لندن في وقت الزواج ـ أو حتى في أي وقت آخر ـ لأن الحر في الظهران لم يعد يحتمل!

@agrni